ستمثل مسربة وثائق "فيسبوك" فرانسيس هاوغين أمام لجنة "قانون الأمان عبر الإنترنت" في البرلمان البريطاني خلال الشهر الحالي، بعد مثولها أمام لجنة برلمانية أميركية الأسبوع الماضي. كما أعلن مجلس الإشراف في شركة "فيسبوك" أنه سيعقد لقاء معها خلال الأسابيع المقبلة.
هاوغين، وهي موظفة سابقة في "فيسبوك"، كشفت الأسبوع الماضي أنها مَن سربت وثائق داخلية من عملاق التواصل الاجتماعي اتهمته باختيار "الربح المادي على سلامة المستخدمين". ما سربته هاوغين سمح لصحيفة "وول ستريت جورنال"، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، بنشر سلسلة من المقالات حول التأثير المضر لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" على المجتمع.
ومن أبرز هذه الوثائق واحدة تفصّل المشاكل النفسية لكثير من المراهقات، إذ أظهرت البحوث أن 32 في المائة من المراهقات شعرن بأن استخدام "إنستغرام" منحهن صورة أكثر سلبية عن أجسادهن، فيما لم يكنّ راضيات أصلاً عنها. وأكدت المهندسة العاملة سابقاً في "فيسبوك" أن شبكة التواصل مدركة جيداً لهذا الانحراف.
وردّ مؤسس "فيسبوك" ورئيسها التنفيذي على هذه المزاعم، مؤكّداً أنّ الاتهامات الموجهة إلى الشركة بتغليب الربح المالي على السلامة هي "بكل بساطة غير صحيحة".
حين مثلت هاوغين أمام مشرعين أميركيين في 5 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، حثت على وضع ضوابط حكومية لـ"فيسبوك"، وهي مسألة تؤيدها أطراف عدة في الولايات المتحدة الأميركية وحول العالم.
وفي هذا السياق، ستمثل هاوغين أمام اللجنة البرلمانية البريطانية في 25 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، لتمدها بأدلة حول مزاعمها بشأن تفضيل "فيسبوك" الأرباح المادية على سلامة المستخدمين.
ونقل موقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) أمس الاثنين، عن العضو في البرلمان البريطاني داميان كولينز، قوله إن تسريبات هاوغين "عززت المطالبات بتأسيس جهة تنظيمية مستقلة تتمتع بصلاحية تدقيق وتفتيش شركات التكنولوجيا الكبرى". وكولينز اتهم زوكربيرغ ونائب رئيس مجموعة "فيسبوك" نيك كليغ، الذي كان نائب رئيس الوزراء البريطاني بين 2010 و2015، بـ"عرقلة أي رؤى حول كيفية إدارة الشركة للمحتوى الضار... ما لم يوافقا عليها شخصياً".
دعيت هاوغين أيضاً إلى المثول أمام لجنة من أعضاء البرلمان الأوروبي، تحقق في "التأثير السلبي" لشركات التكنولوجيا على المستخدمين، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأمس الاثنين، أعلن مجلس الإشراف شبه المستقل في "فيسبوك" أنه وجه دعوة لهاوغين لعقد لقاء معها وأنها وافقت، على أن يجتمعا خلال الأسابيع المقبلة.