يبدو أن شركات الإنتاج التابعة أو المتعاونة مع شبكة MBC لا تسمع أو تعير اهتماماً للنقد الموجّه إلى المسلسلات المُعربة من التركية. فقبل أربع سنوات قررت المجموعة السعودية الاتجاه نحو إسطنبول، أكثر من مسلسل من الأعمال التركية التي شاهدها العالم العربي مُدبلجة من قبل. ورغم نجاح الإنتاجات الأولى، لكن الحال لم يطل. إذ اعتمدت الشركات المنتجة والجهة العارضة، أي "شاهد"، على الاستسهال بشكل واضح.
في هذا السياق يعرض منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني مسلسل "الخائن"، اخراج أمير أندر وبطولة سلافة معمار، وقيس الشيخ نجيب، ورولا بقسماطي، ومرام علي ومجموعة من الممثلين السوريين واللبنانيين.
تدور أحداث العمل حول الطبيبة أسيل (سلافة معمار)، التي تكتشف خيانة زوجها لها، وتحاول بشتى الطرق الإيقاع به والحصول على وثائق تؤكد فعل الخيانة، بعد اكتشافها أنه رهن منزلهما الزوجي واشترى منزلاً آخر لعشيقته التي تصغره بسنوات، وسحب وديعة مالية من المصرف مخصصة لدراسة ابنهما الجامعية.
تفقد سلافة معمار تألقها في الدراما السورية من خلال إنتاجات لا تليق ببطلة "زمن العار". فبعد تجربتين فاشلتين في "عالحد" (إخراج ليال راجحة)، و" بيروت 303" (إخراج إيلي السمعان)، تأتي التجربة في الدرما المعرّبة عن التركية لتسجل الإخفاق الثالث لها. وما زاد من ركاكة المسلسل كان تكرار أداء الممثل السوري قيس الشيخ نجيب (سيف) الذي يلعب دور الزوج العاشق لامراتين.
قصة ممجوجة، وسيناريو بدائي يزدحم بعبارات عشوائية باللغة الإنكليزية، لا تشد من قدرة الإقناع بل تزيده ضعفاً. كما أن اختيار التصوير في بيروت، أظهر فجوات كثيرة في السيناريو، لناحية القوانين المطبقة في البلاد، وهو ما يظهر على سبيل المثال في قضية حضانة ابن سيف، إذ يدور الصراع في إطار لا يراعي قوانين الأحوال الشخصية اللبناني وقوانين الحضانة.
لعل مرام علي (تيا) كانت صاحبة الأداء الأفضل في دورالعشيقة والابنة المدللة لعائلة ميسورة التي تقع في غرام رجل أعمال متزوج، وتحمل منه وتحاول الحفاظ على علاقتهما أمام نفوذ وغضب الزوجة.
لا يمكن مقارنة النسخة التركية للعمل المعروضة حاليًا على منصة "شاهد" بالعربية، محاولة إخفاق أخرى لهذه الإنتاجات التي تصارع للفوز، لكنها تعجز عن تسجيل أي نقاط إضافية لصالح الدراما العربية، خصوصاً تلك المشتركة.