أكد محامون مصريون، وكذلك الجبهة المصرية لحقوق الإنسان (منظمة مجتمع مدني مصرية)، تعرض الصحافية المعتقلة سولافة مجدي محفوظ، في مقر احتجازها في سجن القناطر، للضرب والتهديد والتحرش والسحل من قبل موظفي السجن.
وتقدم محامون نيابة عن أسرتها بشكاوى تتهم مأمور السجن ورئيس المباحث وموظفين آخرين بارتكاب الاعتداء البدني والجنسي، والمشاركة في هذه الانتهاكات. وذلك وفق حديثها أثناء جلسة تجديد حبسها في محكمة الجنايات بعد أربعة عشر شهراً من حبسها.
وكانت سولافة أثناء جلسة تجديد حبسها يوم 19 يناير/كانون الثاني 2021 ذكرت للقاضي، رئيس الدائرة الثالثة إرهاب، أنه في مساء يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ( الساعة 11 مساءً) جاءت إلى زنزانتها ثلاث سجّانات وأخذنها خارج العنبر، وقُمن بتعصيب عينيها، واصطحبنها إلى غرفة كان بها شخص مجهول قال لها: "أنا اللي هخرجك من هنا لو سمعتي كلامي، وعايزك تجاوبي على كل الأسئلة اللي هسألها ليك".
وأكدت سولافة أنه كان يريد تجنيدها للعمل معه، عبر معاونته بإبلاغه أسماء أشخاص وطلب معلومات عنهم. وعندما رفضت سولافة طلباته قام بتهديدها بعدم رؤيتها لابنها مرة أخرى، كما أكدت سولافة أن هذا الشخص تحرش بها، من دون وصف فعل التحرش.
وفي نفس الجلسة أيضاً، قالت سولافة إنه أثناء ترحيلها من السجن لحضور الجلسة في نفس اليوم 19 يناير/كانون الثاني 2021، جرى سحلها داخل السجن والتعدي عليها، بداية من ادعاء تفتيشها.
وتابعت أن السجانة أجبرتها على خلع جميع ملابسها، بما في ذلك الملابس الداخلية، في حين قام أمين شرطة بسحلها عبر جرها من غرفة التفتيش حتى عربة الترحيلات.
وعندما قامت والدتها بزيارتها بعد هذه الواقعة بثمانية أيام، يوم 27 يناير/كانون الثاني الجاري، وجدتها في حالة إعياء شديدة، وقامت اثنتان من السجانات بسندها من اليمين واليسار حتى تتمكن من الانتقال من عنبرها إلى مكان الزيارة داخل السجن، كما أبلغت والدتها أنها مصابة بنزيف حاد.
جدير بالذكر أنه كان قد سبق لسجن القناطر أن قام بالكشف القسري على الرحم، وأصيبت سولافة بنزيف بسبب هذا الكشف، وخاصة أنها سبق أن أجرت عملية استئصال ورم بالرحم قبل ذلك.
في هذا الإطار، تقدم محامون بتلغرافات لكل من: النائب العام، المحامي العام لنيابة أمن الدولة، المحامي العام لنيابات بنها، وزير الداخلية، مدير أمن القليوبية، ومأمور سجن النساء.
وطالبوا في التلغرافات بالتحقيق في كافة هذه الوقائع واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة قانوناً، والاستماع إلى أقوال المتهمة باعتبارها مجني عليها، وضم صورة من محضر جلسة تجديد حبسها يوم 19 يناير/كانون الثاني 2021، المثبتة فيه أقوالها حول تلك الوقائع. كما طالبوا بعرض سولافة على الطب الشرعي وإعداد تقرير عن إصاباتها المتكررة ونزيف الرحم.
هذا فضلاً عن اتهام كل من مأمور سجن النساء بالقناطر، ورئيس مباحث السجن، وعدد من الموظفين الآخرين، لقيامهم بأفعال تضمنت جرائم الضرب والتعدي على الغير، واستعمال القسوة، والتحرش، وتسهيل ارتكاب تلك الجرائم بحق المتهمة على النحو الذي ذكرته سولافة.
وسولافة مجدي صحافية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان، ألقت قوات الأمن القبض عليها برفقة زوجها المصور الصحافي حسام الصياد، ومعهما الناشط محمد صلاح، مساء يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، عقب خروجهم من أحد المقاهي بحي الدقي. وبعد اختفاء دام 18 ساعة، ظهر ثلاثتهم في نيابة أمن الدولة العليا، على ذمة القضية 448 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، بتهم الانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ومنذ هذه اللحظة وهم رهن الحبس الاحتياطي.
أثبتت سولافة أثناء التحقيق معها تعرضها للضرب والتعذيب وسرقة سيارتها وهاتفها المحمول، ودخلت في إضراب عن الطعام في ديسمبر/كانون الثاني 2019 احتجاجاً على ما تعرضت له من انتهاكات، واعتراضاً على سوء أوضاع احتجازها وحرمانها من المدة القانونية للزيارة المنصوص عليها في لائحة السجن.
وفي 30 أغسطس/آب 2020، تم تدويرها على ذمة قضية جديدة من داخل محبسها تحمل رقم 855 لسنة 2020 بنفس الاتهامات، وسولافة التزمت الصمت أثناء التحقيق معها.
في عام 2017، أسست سولافة مدرسة Everyday footage لتعليم صحافة الهاتف المحمول، وفي عام 2019 تم اختيارها لزمالة "رهان الفرا" لتكون أول صحافية عربية، والوحيدة من بين 15 صحافياً حول العالم تم اختيارهم لتغطية الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعد 6 أشهر من حبسها، أعلنت المؤسسة الدولية النسائية للإعلام عن فوز سولافة بجائزة الشجاعة الصحافية لعام 2019.