- المتحف ومنزل درويش، الذي يحتوي على آلاف القطع الخزفية، يواجهان خطر الهدم لصالح مشروع طرق، مما أثار استياء الأسرة والمجتمع الفني، بالإضافة إلى مطالبة منظمات دولية بإعادة النظر في القرار.
- تاريخ وقيمة المنطقة الفنية حيث يقع المتحف، المعروفة بـ"شارع الفنون"، والدعوات للحفاظ عليها تسلط الضوء على الحاجة لتوازن بين التطوير العمراني وحماية التراث الثقافي والفني الذي يمثله متحف نبيل درويش ومناطق مشابهة.
تقدّمت عضوة مجلس النواب المصري، منال هلال، بطلب إحاطة للعدول عن قرار هدم متحف الفنان المصري الراحل نبيل درويش في منطقة سقارة بمحافظة الجيزة، بسبب مشروع توسعة الطريق الدائري. ووصفت القرار بأنه "مذبحة تاريخية". وأوضحت هلال أن متحف نبيل درويش يقع على مساحة نحو ألف متر تضم المبنى، وحديقة كبيرة تحيط به، وعلى المساحة نفسها يقع منزل الفنان الراحل الذي تعيش فيه أسرته، وتضم المنطقة المحيطة كذلك متاحف عدة لفنانين آخرين، من بينها متحف آدم حنين، ومتحف زكريا الخناني للزجاج، ومركز رمسيس ويصا واصف للسجاد اليدوي، وكلها فنون نابعة من المكان ومتوافقة معه.
وختمت بأن منطقة الحرانية لها باع طويل فيما يتعلق بالفنون والحرف التراثية، ويعرف المكان بشارع الفنون، وذكّرت بأن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري قد وضع سابقاً لافتة على الموقع ضمن مشروع "عاش هنا" يسجل فيه أماكن إقامة كثير من رموز مصر الفنية والثقافية في مجالات فنية مختلفة، نظراً لدورها وقيمتها الفنية الكبيرة في المجتمع المصري.
طلب إخلاء متحف نبيل درويش ومنزله
وأثار القرار استياء أسرة الفنان الراحل، بعد استلامها إخطاراً رسمياً ينص على ضرورة إخلاء المتحف والمنزل، الذي يحتوي على ما يقارب أربعة آلاف قطعة خزفية، منها أعمال للفنان الراحل نفسه، لأنه المكان نفسه الذي أقيمت به ورشته الخاصة. وبحسب صحف محلية، فقد أرسلت الأكاديمية الدولية للخزف بسويسرا، والتابعة لمنظمة يونيسكو، خطاباً رسمياً لوزارة النقل تطالب الوزير كامل الوزير بإعادة النظر في قرار هدم المتحف، نظراً للقيمة الفنية للفنان الراحل وأعماله.
القرار استدعى إلى الذاكرة الواقعة المماثلة، عندما وضعت العلامات نفسها على مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، وانتهى القرار بالإبقاء على المقبرة، وهو ما يأمل ورثة درويش أن تسفر عنه الحملة الحالية.
يذكر أن الفنان نبيل درويش حظي بشهرة عالمية في مجال الخزف، وله مقتنيات عدة في متاحف العالم، ومعترف به كعالم أثري في مجال الخزف، وتعد التقنيات التي استخدمها مادة دراسية في كليات الفنون بمصر والعالم العربي، ومتحفه هو الوحيد من نوعه في مصر. والمتحف بناه الفنان وزوجته بالجهود الذاتية، وجاء اختيار المكان نظراً للهدوء المحيط به من كل الاتجاهات، ويجاوره العديد من مدارس الخزف والكليم والبردي وغيرها. وافتتح عام 1983 مجاناً للزوار وطلبة كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية.