في قلب العاصمة اللبنانية بيروت اجتمعت أعمال 29 فناناً وفنانة من فلسطين والعالم، في معرض "تحية لأسرى وأسيرات الحرية" الذي افتتحته "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" الجمعة.
الأعمال الفنية في المعرض تمتزج بالمعاناة والأمل على حد سواء، وتنقل المُشاهد إلى ذلك العالم المخيف خلف القضبان، من دون أن تنسيه روعة السجين نفسه التواق إلى الحرية والمقاوم والمتعطش للإصلاح والعيش بسلام.
تقول القيّمة على المعرض رنا عناني، لـ"العربي الجديد"، إنه كما عنوانه تحية للأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، لذا كانت ملفتة مشاركة بعض الأسرى أنفسهم في لوحات تترجم معاناتهم وأفكارهم ومطالبهم.
وتوضح عناني أنه لم يُطلب من الأسرى الذين شاركت لوحاتهم في المعرض رسم شيء محدّد للمناسبة. وتؤكد "عرضنا فنّهم كما هو، لذا نشاهد مثلاً لوحة للأسير المحرر الشيخ رائد صلاح (63 عاماً)، وهي كناية عن مزارع في حقل عمّه الخرب، ويشير إلى الإصلاح بعبارة (تصليح الخراب)".
وتفيد بأن بعض لوحات الأسرى الفلسطينيين شحنت إلى لبنان، بينما تعذر وصول لوحات أخرى بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، فطُبعت باستخدام تقنيات حديثة، لأن "الأهم هو روح اللوحة وضرورة إطلاق حريتها، حتى لو افتراضياً"، وفق ما تقول.
يضمّ المعرض لوحات أُنجزت بمواد مختلفة ومنحوتات وأعمالاً تركيبية وفيديوهات وصوراً فوتوغرافية وملصقات، ويأتي في أجواء إحياء الذكرى السنوية لـ"يوم الأسير الفلسطيني"، في 17 إبريل/ نيسان من كل عام.
وتفتتح لوحة الرسام الفلسطيني منذر جوابرة المعرض. ويقول الصحافي الفلسطيني وأحد أعضاء فريق المعرض أيهم السهلي، لـ"العربي الجديد"، إن اختيار لوحة جوابرة لتفتتح بقية الأعمال ولتتصدر غلاف الكتيب التعريفي "ليس عبثاً"، فهي "تجسّد قضية الأسر، وتدخل في قطبها المخفية والعميقة".
ويشرح السهلي أن في لوحة جوابرة أسيراً فلسطينياً معصوب العينين لكنه يتأرجح على أرجوحة، وفي حركات جسده إحساس مطلق بالحرية. ويضيف: "نعم، هو الشعور المطلق بالحرية. وعلى الرغم من أنه معصوب العينين، فإنه داخلياً قادر على رؤية العالم بوضوح من زاويته".
ويتابع: "تشير الأرجوحة إلى أن الأسير، رغم القيد وأسر جسده، متحكم بروحه وأفكاره. فلا سلطة على خياله". ويستدرك قائلاً: "كذلك الخطوط البيضاء، فهي تشير إلى العوائق أمام الأسير والشعب الفلسطيني كله، إلا أنه قادر على مسك الخيط الأعرض؛ وهو حبل الأرجوحة".
ويصف اللوحة بـ"الموجعة والمفرحة في آن واحد، إذ تتأرجح بين الجسد والروح، مترجمةً إحساساً مطلقاً بالحرية رغم القضبان".
ويشارك في المعرض، الذي يستمر شهراً في مقر "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، في شارع فردان البيروتي: أسمى غانم (فلسطين)، وأمجد غنام (فلسطين)، وإنغريد روليما (هولندا)، وأيمن بعلبكي (لبنان)، وإبراهيم المزين (فلسطين)، وبشار الحروب (فلسطين)، وبشير مخول (فلسطين/بريطانيا)، وجواد إبراهيم (فلسطين)، وحاتم غرايبة (فلسطين)، وخالد جرار (فلسطين)، ورؤوف كراي (تونس)، ورائد صلاح (فلسطين)، ورائد عصفور (الأردن)، وسوزان غروثيس (هولندا)، وسيروان باران (العراق/لبنان)، وشادي الزقزوق (فلسطين/فرنسا)، وعامر الشوملي (فلسطين)، وعاهد إزحيمان (فلسطين)، وعبد الرحمن قطناني (فلسطين/لبنان)، وماريا منريك (إسبانيا)، ومحمد أسعد سموقان (سورية)، ومحمد صالح خليل (فلسطين)، ومنال محاميد (فلسطين)، ومنذر جوابرة (فلسطين)، وميثم عبدال (الكويت)، وهانس أوفرفليت (هولندا)، وهاني زعرب (فلسطين/فرنسا)، وهدى فودي (فلسطين/سويسرا)، ويزن أبو سلامة (فلسطين).
ويعرض في المعرض نفسه 13 ملصقاً تاريخياً من أرشيف المؤسسة وأرشيف "دار النمر" في بيروت عن القضية نفسها. يستمر المعرض يومياً من الساعة 12 ظهراً حتى 6 مساءً، ما عدا الآحاد.