تظهر شاشة موصولة بنظام ذكاء اصطناعي عبارة "آسف لقتل معظم البشريّة"، موجهة إلى الزائر لدى دخوله "متحف اختلال المحاذاة" Misalignment Museum، وهو معرض جديد مخصص لهذه التقنية المثيرة للجدل في سان فرانسيسكو، قلب الثورة التكنولوجية.
أوضحت مديرة المعرض أودري كيم وهي تضحك: "مفهوم المتحف هو أننّا في عالم ما بعد نهاية العالم، حيث قضى الذكاء الاصطناعي على معظم البشر، ثمّ أدرك أن هذا أمر سيّئ، فاستحدث ما يشبه نصبا تذكاريّا لهم، ومن هنا شعار المعرض آسف لقتل معظم البشرية". وتضيف: "إنّه ذكاء اصطناعي قادر على القيام بأيّ شيء يقوم به البشر، وعلى التأثير على نفسه أيضا على غرار أداة قادرة على إصلاح نفسها"، وذلك من خلال تجهيز الآلات بقدرات معرفية بشرية.
وتزخر سان فرانسيسكو، وتحديدا وادي السيليكون، بالشركات الناشئة المتخصصة في ابتكار مختلف أصناف الذكاء الاصطناعي، ويحلم بعضها بأن يكون من الممكن مستقبلا التعامل مع آلة كما التعامل مع الأشخاص.
ولفتت أودري كيم إلى أن هذه الطموحات وهذه الجهود، سواء كانت واقعية أم واهمة، تنطوي على "طاقة تدميرية" قوية. وهدفها من خلال هذا المعرض المؤقت الذي تأمل أن يصبح دائما، هو الحض على التأمّل في المخاطر الحالية والمستقبلية المتأتية عن الذكاء الاصطناعي.
ومن أعمال أودري كيم المفضّلة في المعرض منحوتة تحمل اسم "عناق بمشابك الورق"، تصوّر مجسّما نصفيّا لشخصين متعانقين، مصنوعا حصرا من مشابك الورق.
وروت المديرة أن المنحوتة "بإمكانها أن تزداد قوة حتى بلوغ هدفها الوحيد الأوحد، وهو الوصول إلى نقطة تدمّر فيها البشرية جمعاء لتُغرق العالم بمشابك الورق".
Beautiful piece from the grand opening of the Misalignment Museum! A touching human embrace made entirely of paperclips, a nod to the paperclip maximizing risks of AI. pic.twitter.com/tFr97Vs0o2
— Seth Bannon 🌻 (@sethbannon) February 11, 2023
يعزف في وسط القاعة بيانو، بدون عازف بشريّ، موسيقى من تأليف برنامج ذكاء اصطناعي مقتبسة عن نمو بكتيريا مزروعة في مختبر.
وخصص الطابق السفلي من المعرض لموضوع "الديستوبيا"، ويحتوي على آلة تعمل بواسطة "جي بي تي 3"، النموذج اللغوي خلف برنامج تشات جي بي تي، فتولّد نصوصا مكتوبة بأحرف متّصلة وفق نماذج شكليّة معينة، تهاجم البشر وتبدي ريبة حيالهم.
بجانبها، يجري حوار متواصل إلى ما لا نهاية بين الفيلسوف سلافوي جيجك والمخرج السينمائي فيرنر هرتزوغ بصوتين فائقي الواقعية مولّدين بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويسلط هذا العمل الضوء على وسائل "التزوير الفائق الواقعيّة" التي تولد مقاطع فيديو أو صورا أو أصواتا هدفها التلاعب بالرأي العام.
وفيما تجوب الصالة روبوتات تنظيف تعلوها مكانس من طراز متقادم، تقول أودري كيم "انطلقنا في هذا المشروع قبل خمسة أشهر فقط، ورغم ذلك فإن الكثير من التقنيات المعروضة هنا تبدو الآن شبه بدائية" على ضوء التطور السريع في هذا المجال.
(فرانس برس)