انتهى ليلة أمس الموسم الأول من مسلسل "بيت التنين"، بعد عشر حلقات من زرع بذور الحرب الأهلية في قارتي ويستروس وإيسوس وما بينهما، وهو العالم نفسه الذي دار فيه مسلسل "صراع العروش".
ولأنهما يدوران في المكان نفسه، كان من الصعب عدم المقارنة بينهما. في ما يلي أبرز أوجه التشابه والاختلاف حتى الآن:
أوجه الاختلاف:
القفزات الزمنية
لم يمر مسلسل "صراع العروش" من أي قفزات زمنية؛ شاهد الجمهور من الموسم الأول إلى الموسم الأخير الشخصيات تكبر وتتطور وتتغير مواقعها، أو تموت، وفق الترتيب الزمني المنطقي.
في المقابل، عرف مسلسل "بيت التنين" الكثير من القفزات الزمنية تراوحت بين شهور وسنوات، رأى فيها المشاهد الشخصيات تنتقل من الطفولة إلى الرشد.
وبينما أيّد مشاهدون هذه القفزات باعتبارها أعطت حركية وخفة للمسلسل، اعتبرها آخرون مضيعة للكثير من الأحداث التي اضطر الفريق لعدم تناولها بسبب حدوثها في الزمن المحذوف.
شخصيات مختلفة
أثّرت القفزات الزمنية على طاقم التمثيل، إذا استُبدل ممثلون بآخرين من أجل إضفاء الواقعية على التغيرات الجسدية بفعل أثر الزمن.
وأدى هذا التغيير إلى انقسام الجمهور بين التصفيق للحفاظ على منطقية التغييرات في الملامح مع تغير العمر، وبين من تساءل لماذا تغيرت بعض الشخصيات ولم تتغير أخرى، كأن الزمن لم يؤثر على ملامحها.
المونتاج أثّر على الواقعية
في مسلسل "صراع العروش" كانت المشاهد كاملة من دون مونتاج، حيث يجري الحوار كاملاً من دون مشاهد "فلاش باك" أو تزامن حدثين في الوقت نفسه، وقال الفريق حينها إنه يعتمد على التصوير أكثر من المونتاج.
هذا اختلف في المسلسل الجديد، فـ"بيت التنين" تضمن لحظات حيث يحدث مشهدان وأحياناً ثلاثة مشاهد في الوقت نفسه.
وكان تعديل الألوان في "صراع العروش" هدفه توضيح حالة الطقس، بحيث تبدو الصورة أكثر حمرة/صفرة في الحرّ، وأكثر زُرقة في البرد، بينما في "بيت التنين" تبدو المشاهد أكثر فنية وتحرراً من هذه القيود.
تغير الفصول
في "صراع العروش"، من الموسم الأول إلى الأخير، تغير الطقس من الصيف إلى الشتاء، وكان لهذا التغيير أهمية تغير مسار الأحداث، لكن في مسلسل "بيت التنين" كان الجو يسخن ويبرد ويمطر ويُشمس من دون أن يؤثر ذلك كثيراً على ما يحدث في المشاهد.
التشتيت والتجميع
في الموسم الأول من "صراع العروش" قد يضيع المشاهد بين العائلات وشعاراتها وأسماء أفرادها وخلافاتها، بسبب كثرتها، ثم ينتقل المسلسل من التشتت الشديد إلى التجميع حيث ينحصر الصراع في النهاية بين عائلتين رئيستين فقط.
في المقابل، يبدأ مسلسل "بيت التنين" مركزاً جداً في ثلاث عائلات فقط بعدد أفراد قليل، لكن كل عائلة تنجب المزيد من الأولاد، ما يزيد عدد الأطراف المتصارعة مع امتداد الموسم الأول.
رؤية الماضي ورؤية المستقبل
في صراع العروش كانت شخصية بران ستارك تمتلك القدرة على رؤية الماضي والحاضر، أما في بيت التنين فتمتلك الأميرة هيلينا ترغاريان القدرة على الإحساس بالمستقبل.
الموت صار متوقعاً
من أقوى عناصر "صراع العروش" كانت موت الفجأة، حيث تنتهي قصة بطل فجأة بموته، من دون أن يكون ذلك متوقعاً ومن دون أن يحميه المؤلف من الموت فقط لأنه بطل. في المقابل، لم تمت الكثير من الشخصيات الرئيسية حتى الآن في "بيت التنين"، أو على الأقل كان موتها متوقعاً مثل الملك فيسيريس.
أوجه التشابه
عالم الجليد والنار
يتكون عالم الجليد والنار، الذي صنعه مؤلف الروايات الأصلية للمسلسلين جورج آر. آر. مارتن، من قارة ويستروس التي تضم ممالك تحصل فيها الأحداث، بالإضافة إلى قارة إيسوس حيث المدن الحرة التي تتحالف مع الممالك في ويستروس لتغيير موازين القوى بين الحين والآخر.
https://t.co/5203srqFGu
— Michael Klarfeld (@klaradox1) August 12, 2019
A new map of THE KNOWN WORLD by #grrmartin#westeros #essos #got #ASOIAF #GameOfThrones pic.twitter.com/4R4HMIw8MR
الحوارات الفلسفية
يتشابه المسلسلان في وجود حوارات فلسفية عميقة، تتحدث عن الحكم والعائلة ودوافع النفس البشرية، وتأثيرها على حياة الحكم والحكام والشعب.
من الأمثلة على ذلك عندما يقول لورد فاريس في "صراع العروش": "السلطة ليست سوى خدعة، ظل في الجدار، وبعض الناس الصغار يمكن أن يكون لهم ظل كبير"، كذلك في مسلسل "بيت التنين" تقول شخصية الدودة البيضاء: "لا توجد سلطة إلا تلك التي يسمح لك الشعب بأخذها".
آل ترغاريان لا يمكن توقعهم
تقول الحكمة في قارة ويستروس: "في كل مرة يولد فيها تارغريان جديد، ترمي الآلهة عملة معدنية في الهواء، ويحبس العالم أنفاسه ليرى كيف ستهبط"، كإشارة إلى أن المولودين في هذه العائلة تصرفاتهم غير متوقعة، ولا يمكن احتسابهم بين الأخيار أو الأشرار.
الشخصيات الرمادية
ليس فقط آل ترغاريان من هم شخصياتهم رمادية، يعني ليسوا أشراراً أو أخياراً فقط، بل كل الشخصيات في المسلسل يمكنها أن تقوم بأعمال الخير أو أعمال الشر، وهي قاعدة يسير عليها مارتن تقول إن المعركة الحقيقية هي التي تحدث داخل كل شخصية وليس بين الشخصيات.
التنانين ليست مركز الموضوع
على الرغم من أن المسلسل ينتمي إلى فئة الفنتازيا، عالم القرون الوسطى والسحر والتنانين، فإن المسلسلين لا يركزان على هذه العناصر بل على الدراما العائلية والحيل السياسية بالدرجة الأولى.
الشارة الأسطورية
لشارة "صراع العروش" شهرة واسعة يعرفها حتى من لم يشاهد المسلسل، لذا اختار صُنّاع المسلسل الجديد الاحتفاظ بشارة المسلسل القديم والاستفادة من نجاحها.