مقررة أممية عن التحريض الإسرائيلي على صحافيين في غزة: حكم بالإعدام

24 أكتوبر 2024
الصحافي أنس الشريف في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة (أنس الشريف/ إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تنديد واسع من جهات حقوقية وصحافية بتحريض جيش الاحتلال الإسرائيلي على ستة صحافيين فلسطينيين في غزة، واعتبار وصفهم بالإرهابيين بمثابة حكم بالإعدام.
- قناة الجزيرة ترفض الاتهامات وتعتبرها جزءاً من نمط عدائي لإسكات الصحافيين وإخفاء الحقائق، مع تأكيد الصحافي حسام شبات على مواصلة نقل الحقائق رغم التهديدات.
- دعوات من نقابة الصحافيين الفلسطينيين ومركز صدى سوشال لحماية الصحافيين، وتحذير من منظمة مراسلون بلا حدود من الادعاءات الإسرائيلية المتكررة وغير المثبتة.

تتواصل ردود الفعل التي تندد بتحريض جيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة على ستة صحافيين فلسطينيين في غزة، حيث قتل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 177 منهم، إضافة إلى إصابة المئات واعتقال العشرات.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد زعم، أمس الأربعاء، بأن الصحافيين الستة الذين يعملون في قناة الجزيرة "إرهابيون" و"ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي". والصحافيون هم: أنس الشريف، وعلاء سلامة، وحسام شبات، وأشرف السراج، وإسماعيل أبو عمر، وطلال العروقي. ومعظمهم سبق أن تعرضوا لاستهدافات واعتداءات إسرائيلية بالفعل خلال الأشهر الأخيرة.

ونبهت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الخميس، إلى أن "هؤلاء الفلسطينيين الستة هم من بين آخر الصحافيين الذين نجوا من الهجوم الإسرائيلي على غزة (...) وصفهم بالإرهابيين يبدو كحكم بالإعدام".

وقالت حركة حماس في بيان، اليوم الخميس، إنّ "المزاعم الكاذبة التي يروّج لها جيش الاحتلال الصهيوني بانتماء عددٍ من صحافيي قناة الجزيرة إلى فصائل المقاومة، وهم يقومون بواجبهم المهني في تغطية المجازر البشعة وعمليات التهجير القسري في شمال قطاع غزة، هي تحريض مكشوف يُمهِّد لاستهدافهم"، ونبهت إلى أن مزاعم الاحتلال الكاذبة "إعلان مسبق عن نيته استهداف صحافيي الجزيرة، كما استهدف زملاءهم الصحافيين من القناة والعديد من الوكالات والمؤسسات الإعلامية المحلية والدولية على مدى عام من الإبادة والقتل الممنهج".

ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات الصحافية والحقوقية إلى "إدانة ممارسات الاحتلال وانتهاكاته بحق الصحافيين العاملين في فلسطين، واتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير سبل الحماية لهم من وحشية الاحتلال وجرائمه التي تجاوزت كافة الأعراف والمواثيق الدولية".

وكانت "الجزيرة" قد أكدت، الأربعاء، أن الاتهامات "ملفقة" و"جزء من نمط أوسع من العداء" تجاهها. وأضافت أن "هذه المزاعم محاولة سافرة لإسكات الصحافيين القلائل المتبقين في المنطقة، وبالتالي إخفاء الحقائق القاسية للحرب عن الجمهور في جميع أنحاء العالم".

وردّ الصحافي حسام شبات على مزاعم الاحتلال ببيان بالإنكليزية، نشره على منصة إكس أمس الأربعاء، قال فيه إن "الجيش الإسرائيلي نشر ملفات ملفقة تتهمنا، نحن آخر الصحافيين في شمالي غزة الذين يغطون حملة الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل، بالإرهابيين. هذه المحاولة الصارخة والعدوانية لتحويلنا، نحن آخر الشهود في الشمال، إلى أهداف للقتل، تشكل تهديداً بالاغتيال ومحاولة واضحة لتبرير قتلنا مسبقاً". وأضاف شبات: "نود أن نذكر الجميع أنه بعد اغتيال زميلنا إسماعيل الغول، نشرت إسرائيل وثيقة زعمت أنه حصل على رتبة عسكرية في الأول من يوليو/تموز 2007، عندما كان طفلاً في العاشرة من عمره".

ورأى أن "هذا التهديد العلني من دون أي دليل هو جزء من حملة دعائية منهجية لتبرير ما لا يمكن تبريره بينما تواصل إسرائيل استهداف المدنيين في غزة، بما في ذلك الأطباء وعمال الإغاثة والأطفال ونحن الصحافيون".

وأكد أنه "على الرغم من هذه التهديدات الخطيرة والكاذبة الموجهة ضدنا، فإننا نظل ملتزمين بمهنتنا، وسنواصل الإبلاغ عن الحقائق على الأرض حيث تستمر الإبادة الجماعية للأسف من دون هوادة"، ودعا الصحافيين والمؤسسات الإعلامية حول العالم إلى التضامن معه وزملائه.

وفنّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء الأربعاء، مزاعم الجيش الإسرائيلي، ووصفها بأنها "كاذبة ومضللة وتمهد لارتكاب المزيد من الجرائم بحقهم (الصحافيين)". وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي: "يحاول الجيش الإسرائيلي اغتيال الصحافيين معنوياً من خلال نشر معلومات كاذبة وروايات مضللة للرأي العام، ومحاولة شيطنتهم في إطار استهداف القطاع الصحافي والإعلامي"، وأوضح أن الجيش الإسرائيلي "واصل تحريضه على صحافيين يعملون في التغطية الإعلامية منذ بدء حرب وجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني، واستطاعوا نقل الحقيقة والصورة الواقعية للاحتلال وجرائمه". ووصف المكتب بيان الجيش الإسرائيلي بـ"الرواية الزائفة التي تأتي في إطار محاولاته لتكميم الأفواه وإخراس صوت الحقيقة، وتبرير جرائمه المتواصلة بحق المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن".

وحذرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، أمس الأربعاء، من "مخطط جديد يعدّه جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف عدد من الزملاء الصحافيين الذين أدوا دوراً مهنياً وطنياً في تغطية حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني"، ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية ومؤسسات الأمم المتحدة لفتح تحقيق في ادعاءات الاحتلال، والتدخل الفوري لحماية الصحافيين الفلسطينيين.

كما أدان مركز صدى سوشال "بأشد العبارات حملة التحريض التي يقودها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد صحافيي قناة الجزيرة في قطاع غزة، والتي تأتي في سياق سياسة متواصلة تستهدف إسكات الإعلام الحر والتغطيات التي تكشف الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين".

وأضاف المركز، الذي يتابع الحقوق الرقمية الفلسطينية، أن الحملة "تزامنت مع منشورات تحريضية على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على حسابات المستوطنين وصفحات المجموعات المتطرفة المنتشرة على تطبيق تليغرام، تدعو صراحة إلى قتل الصحافيين واستهدافهم"، وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والهيئات المعنية بحرية الصحافة "بتحمّل مسؤولياتها لوقف التحريض الإسرائيلي الممنهج، بما في ذلك التحريض الرقمي، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم لضمان عدم إفلاتهم من العقاب".

كما لفتت منظمة مراسلون بلا حدود، الأربعاء، إلى أن "إسرائيل قدمت مراراً وتكراراً ادعاءات مماثلة غير مثبتة ومن دون تقديم أدلة موثوقة"، وذكرت بأنه "بعد قتل مراسل الجزيرة إسماعيل الغول في يوليو، نشر الجيش الإسرائيلي وثيقة مماثلة تحتوي على معلومات متناقضة، تُظهر أن الغول، المولود عام 1997، حصل على رتبة عسكرية من حماس عام 2007، عندما كان عمره عشر سنوات".

المساهمون