ممثلون لبنانيون يلمعون في سماء أُخرى
على عكس شركات الإنتاج الدرامي في لبنان، تستعين معظم الشركات العربية بممثلين لبنانيين للقيام ببطولة مسلسلات مشتركة طويلة. لم يصنع لبنان "نجومًا" في التمثيل من الجيل الجديد، لكن الدراما العربية أخذت المهام عن المنتج اللبناني، وفتخت الباب لجيل آخر، كان يحلم بفرصة أكبر.
لم تنقذ حرفية الممثل اللبناني يوسف الخال صاحبها، لسنوات استظل الخال بالدراما المشتركة، وبرهن على موهبة في مواجهة زملائه من جنسيات مختلفة. لكن الصراع الخفي بين أصحاب شركات الإنتاج والخال نفسه، تسببت بإقصائه قرابة خمس سنوات عن الأعمال "التجارية"، التي لاقت الصدى المطلوب والنجاح الجماهيري.
أمام ذلك، اتجه الخال إلى الأعمال "الضحمة"، وشارك في مجموعة من المسلسلات العربية، منها ما هو تاريخي. كذلك، فتحت دمشق له بواباتها، وانتصر في امتحان الدراما السورية، وكسب ثقة الجمهور، لكنه مغيّب حالياً عن الأعمال "الشعبية"، خصوصاً في موسم الدراما الرمضاني، من دون أسباب مقنعة.
قبل ثلاثة أشهر، بدأ عرض مسلسل "ع الحلوة والمرّة"، من بطولة نيكولا معوض، وجو طراد، وكتابة لبنى مشلح ومي حايك، وإخراج فكرت قاضي. عمل من النوع التجاري البسيط، الذي يمكن شركات الإنتاج من تعزيز سلطاتها في هذا النوع من الدراما المسطحة، من دون حبكة أو قاعدة فنية تقنية، والتوجه إلى جمهور يفضله عن غيره من الإنتاجات الخاصة بالمنصّات والشاشات.
لكن، من دون شك، فإن اختيار نيكولا معوض وجو طراد للبطولة، يُعتبر ضربًا من المغامرة. ويبدو أن شركة O3 شريكة MBC كسبت الرهان، وأحرز معوض تقدماً واضحاً، بعدما حصر تجربته في مسلسلات لبنانية محلية، لم تحقق الصدى المطلوب، ثم غادر إلى القاهرة، محاولاً تنمية تجربته في التمثيل؛ فكسب أيضاً معركة تحد واحدة في مسلسل "ونوس"، من إخراج شادي الفخراني. ووقف معوض أمام الممثل يحيى الفخراني، الذي لم يبخل، بحسب تصريحات معوض؛ فكان له بمثابة المعلم أثناء التصوير، وأثنى على موهبته. وبالفعل، كسب معوض حضوراً كبيراً في "ونوس"، وتخطى التجربة المصرية بأكثر ما كان يتوقع من أرباح معنوية، وهو اليوم يقسم إقامته ما بين بيروت والقاهرة.
هكذا، تحول معوض إلى ممثل معروف عربيًا، لكنه مغيب، أو يغيب نفسه عن العمل في لبنان، من دون أسباب، ولا حتى ترشيحه من قبل شركات إنتاج لبنانية (الصبّاح/ وإيغل فيلم)، تُعنى بالدراما المشتركة، لاسباب غير معروفة.
لعب جو طراد في مسلسل "ع الحلوة والمرّة" دوراً محورياً لابن عائلة غنية، ونافذة، يحاول تحقيق أهدافه بشتى الوسائل، وتعد تجربته الثانية بعد "عروس بيروت"، التي شكلت له منعطفاً بعد تقديمه في الدراما اللبنانية أدواراً ثانوية.
طراد تقدم عربيًا في مسلسلين، ويحكى عن تعاون دائم سيجمعه بشركة الإنتاج الناشطة على خط دبي/إسطنبول، حيث سينقل إقامته وعائلته إلى هناك.
لم يوفر الممثل جاد أبو علي جهداً، فاستغل حضوره في مسلسل "عروس بيروت"، ضمن الجزء الأول وتحول إلى منافس شرس لما يملكه من حرفية ودقة وعفوية أمام الكاميرا.