حذفت جميع المواقع المصرية التابعة للمخابرات العامة كل الأخبار عن الفيلم المصري "ريش" ومخرجه عمر الزهيري، الذي فاز بجائزتي "أسبوع النقاد" و"الفبريسي" في مهرجان كان السينمائي الدولي.
وجاء الحذف بعد موقف الممثل شريف منير، أمس الأحد، عندما انسحب من عرض الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي، ومعه الممثلان أحمد رزق وأشرف عبد الباقي، بزعم أن الفيلم "يسيء إلى سمعة وصورة مصر".
وكان فيلم "ريش" أول تتويج للسينما المصرية في تاريخها بجائزة من مهرجان "كان" السينمائي الدولي.
وعرض مهرجان الجونة فيلم "ريش" للمرة الأولى في الشرق الأوسط أمس الأحد، وبعد نحو ساعة من عرض الفيلم، بدأ البعض في المغادرة، وهم شريف منير ويسرا وإيناس الدغيدي وأشرف عبد الباقي، وأحمد رزق وتامر حبيب، بحجة أن الفيلم يحتوي مشاهد تسيء لسمعة مصر.
وحاول محمد حفظي، منتج الفيلم ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إثناء الفنانين عن مغادرة عرض الفيلم، نافياً أن تكون مشاهد الفقر في الفيلم مسيئة لمصر.
وكتبت الناقدة المصرية ماجدة خير الله تعليقاً على الواقعة في صفحتها على "فيسبوك" تقول: "فيلم (ريش) لعمر الزهيري قطعة فنية من الإبداع الخالص من حيث أسلوب السرد، وتكوينات الصورة، والتعامل مع مجموعة من الممثلين لم يسبق لأي منهم الوقوف أمام الكاميرا".
وتابعت: "الفنان الحقيقي في كل المجتمعات المتحضرة دائماً ما يسبق حركة العامة بخطوة أو اثنتين، لينير الطريق ويضع خطوطاً تحت ما يريد التأكيد عليه، ولكن للأسف، حفنة من نجومنا اعتادوا على البقاء في الخلف ومحاولة إقناع الجميع بأنه المكان المناسب، متناسين أن حركة تيار النهر دائماً للأمام، وهؤلاء سوف تعتبرهم الأجيال القادمة مثل الديناصورات المنقرضة".
وعُرض الفيلم المصري Feathers (ريش) عالمياً لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، ولقي حفاوة كبيرة من الجمهور.
وشارك في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد الدولي المقامة ضمن فعاليات مهرجان كان في نسخته الـ74.
وأنتج الفيلم تعاونياً بين فرنسا ومصر وهولندا واليونان، ونال دعماً من جهات دولية عديدة خلال مراحل إنتاجه.
"ريش" هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، وهو من إنتاج الفرنسيين جولييت لوبوتر وبيير مناحيم، من خلال شركة Still Moving، بالمشاركة مع Lagoonie Film Production للمنتجة شاهيناز العقاد، و"فيلم كلينك" والمنتج محمد حفظي، ودرك جان وارينك وكوجي نيليسين (Kepler Film)، وجيورجوس كرنفاس وكونستانتينوس كنتفركيس (Heretic) وفيرونا ماير، وتتولى توزيعه في العالم العربي شركة Film Clinic Indie Distribution.
وتم تطوير مشروع الفيلم بدعم من جائزة baumi لتطوير السيناريو وتورينو فيلم لاب ومؤسسة Cinefondation، ونال جائزة الأطلس لما بعد الإنتاج في ورشة الأطلس ضمن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش 2020.
ويقدم الفيلم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها حياة لا تتغير وأياماً تتكرر بين جدران المنزل، الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه. ذات يوم، يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة، تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثي.