يسلّط مهرجان أجيال السينمائي التاسع الضوء على مواهب سينمائية من قطر، وقد احتفى بصُنّاع عشرة أفلام، ونظّم لهم مراسم السجادة الحمراء.
وأظهر مخرجو برنامج "صُنع في قطر" فهمهم للسينما وشغفهم بها وإيمانهم بأهمية تقديم قصص تسلط الضوء على طيف واسع من التجارب الثقافية المحلية.
وتحدث صنّاع الأفلام، خلال لقاء صحافي، عن الدوافع التي جعلتهم يختارون مجال صناعة الأفلام وعن تطلعاتهم وطموحاتهم والسبب الذي يجعل صناعة السينما الناشئة في قطر منصة قوية للشباب لاستكشاف آفاق جديدة في صناعة الأفلام.
وتتنافس الأفلام القصيرة العشرة على جوائز "صنع في قطر"، التي اختارتها لجنة تحكيم تضم الممثلة الأميركية شيلا فاند، والرئيس التنفيذي لـ"استديوهات كتارا" أحمد الباكر، وصانعة الأفلام الفلسطينية البريطانية فرح نابلسي.
وأشار صنَّاع الأفلام إلى أن إنتاجهم للأفلام ليس مجرد محاولة لمرة واحدة وستنتهي، بل إنهم يحصلون على دعم في قطر، لا سيما من مؤسسة الدوحة للأفلام.
وأوضحوا أنهم يستفيدون من غياب بعض القيود الموجودة في صناعة السينما بأماكن أخرى، مؤكدين أن قطر لديها ثقافة سينمائية يافعة وهو ما يدفعهم للوصول إلى أبعد الحدود.
ويتأمل ماجد الرميحي بفيلمه "من ثم سيحرقون البحر" (قطر/2021)، أمّه التي فقدت ذاكرتها تدريجياً خلال عدة سنوات.
وقال إن المحتوى السينمائي الذي يقدمه المشاركون في البرنامج يعكس روح الشباب والمستقبل الواعد لصناعة السينما في قطر.
وأوضح أن أعمالهم "تحتاج إلى من يدعمها ويرعاها، ولو أننا اندفعنا في إنتاج عمل ضخم بغرض الظهور العالمي، قد نضر أنفسنا في نهاية المطاف".
وعن فيلمه، قال الرميحي إنه لم يقصد أن يقدم رسالة واحدة فقط.
وأوضح أنه "كنت أفكر على مستويين: أولاً في طبيعة الأشياء التي تسمح لي السينما كوسيلة أن أعبّر عنها، وثانياً كابن لأم تعاني من فقدان الذاكرة".
واعتبر أن السينما لغة ليس ضرورياً أن تحمل رسالة اجتماعية أو سياسية، يمكنها أن تدور حول إثارة المشاعر أو تقديم تجارب ثرية تتخطى حدود الدراما؛ هي لغة تخاطب الحواس وتنقلك لأماكن أخرى".
وترى مخرجة فيلم "حلم اليقظة" الوثائقي (قطر، بولندا، الولايات المتحدة/2021)، آنيا هيندريكس وتويكز، أن قطر بيئة مشجعة للشباب على الاستمرار في تحقيق شغفهم في مجال صناعة الأفلام.
وأشارت إلى أن فيلمها يدور حول الخوف والعزلة والشك بعد وباء كورونا، الذي وحّد الناس حول العالم بطريقة ما، لذا فهو ذو طابع عالمي.
أما فيلم "لا تأخذ راحتك" (اليمن، الإمارات، الولايات المتحدة، هولندا، قطر/ 2021)، لشيماء التميمي، فيسلط الضوء على نموذج الحركة المستمر بين اليمنيين في المهجر.
وتوضح التميمي أن الفيلم يعتمد على منظورها الشخصي وكل ما قيل عن اليمن، وتقول "أردت أن أشارك الجمهور والمجتمع هذه التجربة وأن أرى اليمن من منظور شخصي وليس مجرد أرقام إحصائية".
أما فيلم فاطمة زهرة عبد الرحيم "عدسة تحت الماء" (قطر/2021)، فيلقي نظرة على ثراء المياه السّاحلية في قطر.
وتقول إن موضوع فيلمها الذي يدور حول البيئة يتصف كذلك بطابع عالمي، وأوضحت أن "التنوع لا يرتبط فقط بالاختلافات، بل يتعلق أيضاً بالرسائل المتنوعة التي تنقلها الأفلام أو القدرة على تلقي رسالة بطريقة مختلفة".
ومن الأفلام الأخرى التي يتضمنها البرنامج "حدود" (قطر 2021)، للمخرج خليفة آل ثاني، وتدور أحداثه في مستقبل مرير يتمنى فيه رجل العودة لعائلته، وفيلم "كان في ناس" (قطر، لبنان/2021)، للمخرج محمد الحمادي، ويوثّق قصص اللبنانيين ومعاناتهم اليومية.
ويتضمن البرنامج فيلم "الصوت الافتراضي" (قطر، السودان/2021)، لسوزانا ميرغني، وهو مراجعة هزلية وواعية رقمياً لعصر الإنترنت، وفيلم "أطلال" (قطر/2021)، لبلقيس الجعفري وطوني الغزال، الذي يدور حول رجل فلسطيني مثقل بماضيه يبدأ رحلة بين أطلال الذّكريات، تمرّ به بأهم محطات حياته في قطر.
هذا بالإضافة إلى فيلم "لما بيروت كانت بيروت" (قطر، لبنان/2021)، وهو وثائقي لأليساندرا الشنطي، وفيلم "عليان" (قطر/2021)، لخليفة المري، وتدور أحداثه حول فتى بدويّ تربطه علاقة صداقة وثيقة بجمل حديث الولادة.
تجدر الإشارة إلى أن النسخة التاسعة من مهرجان أجيال السينمائي تقام تحت شعار"يلا نبدا". وتضم قائمة العروض 85 فيلماً من 44 دولة، وتختتم الفعاليات السبت المقبل.