موسوعة غينيس للأرقام القياسية: سبعون عاماً من دون منافس

22 سبتمبر 2024
أطول رجل على قيد الحياة هو التركي سلطان كوسن (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تكيّف موسوعة غينيس مع التحديات الرقمية**: تصدر موسوعة غينيس للأرقام القياسية للعام السبعين على التوالي، وقد اضطرت إلى تجديد نسختها لتتكيّف مع تحديات الثورة الرقمية. تُطبع بنحو ثلاثين لغة، وتُعدّ النسخة الفرنسية ثالث أكثر النسخ انتشاراً.

- **أرقام قياسية بارزة وتغييرات في الكتاب**: يتضمن الكتاب أرقاماً قياسية مثيرة مثل أطول رجل على قيد الحياة وأطول نفق مروري. شهد الكتاب تغييرات كبيرة، حيث أضيفت ألوان وزادت الصور، واعتمدت الشركة مصادر جديدة للإيرادات مثل مقاطع الفيديو.

- **التحديات والانتقادات**: تعرضت المجموعة لانتقادات لتعاونها مع أنظمة استبدادية. تكييف الكتاب للجمهور الفرنسي يمثل تحدياً سنوياً، ويستغرق وقتاً طويلاً مع فريق مخلص من عشرة مترجمين متخصصين.

تصدر موسوعة غينيس للأرقام القياسية للعام السبعين على التوالي، من دون جهة تنافسية في مجالها، بعدما اضطرت إلى تجديد نسختها كي تتكيّف مع تحديات الثورة الرقمية.

وصدرت نسخة 2025 في فرنسا بتاريخ 28 أغسطس/ آب الماضي، بينما طُرحت في معظم البلدان الأخرى في 12 سبتمبر/أيلول الحالي. وبات الكتاب يُطبع بنحو ثلاثين لغة، في رقم أدنى من عدد اللغات التي ينطق بها صاحب الرقم القياسي العالمي باول جانولوس، الذي أثبت في نسخة 1985، قدرته على التكلّم مع متحدثين بـ41 لغة.

ومن بين 80 ألف نسخة، تُعدّ النسخة الفرنسية ثالث أكثر النسخ انتشاراً، بعد اللغتين الإنكليزية والألمانية.

ويقول رئيس تحرير موسوعة غينيس للأرقام القياسية كريغ غلينداي لوكالة فرانس برس: "إنه كتاب يعرفه ويحبه الجميع في كل أنحاء العالم".

أطول رجل على قيد الحياة؟ التركي سلطان كوسن (2,51 متر). أطول نفق مروري في العالم؟ في النروج بطول 24,5 كيلومتراً. أكبر عارضة أزياء؟ البريطانية دافني سيلف التي وُظّفت بعمر 95 عاماً... محور الكتاب هذه الأرقام القياسية وغيرها في مجالات كثيرة.

ولكن على غرار مجلدات كبيرة أخرى، عانت موسوعة غينيس تقلّص الاهتمام بها، إذ إن الموسوعات شبه مختفية، فيما بقيت القواميس مستمرة إلى حد ما، وتحوّلت الكتب القانونية إلى إصدارات رقمية. ويقول غلينداي: "سُجل انخفاض في مبيعات الكتب، ولم نعد نبيع الأعداد التي كنا نبيعها في الماضي".

وقد شهد الكتاب تغييرات، إذ أضيفت ألوان إلى صفحاته بدءاً بنهاية التسعينيات، وجرى الإكثار من الصور في كل صفحة، فلم تعد النسخة الجدية والمنهجية مُعتمدة.

تكيّف موسوعة غينيس مع التغييرات

يشير رئيس التحرير إلى أنّ "الشركة أحدثت تغييرات أيضاً من خلال اعتماد مصادر جديدة للإيرادات، بينها مثلاً مقاطع الفيديو"، مضيفاً: "نمثل إحدى أكبر الصفحات في منصة تيك توك، لأن المحتوى الذي نقدّمه سلس جداً". ويقترب حساب مجموعة "غينيس" عبر تيك توك من تسجيل 27 مليون متابع.

وقلائل ربما مَن يعرفون أنه ليس من قبيل الصدفة أن يكون كتاب غينيس للأرقام القياسية هو الاسم نفسه لبيرة ايرلندية سوداء شهيرة. ونشأت فكرة الكتاب من جدل بين صيادَيْن بشأن أسرع طريدة في أوروبا. ولم يجدا إجابة واضحة في أي موسوعة أو أطروحة عن علم الحيوانات. وفي عام 1954 صدرت الطبعة الأولى من كتاب غينيس وكانت مخصصة للحانات التي تبيع بيرة غينيس.

ولا يزال النشاط الرئيسي للمجموعة يتمحور على الفكرة الأساسية المتمثلة بأنها مرجع في مجال الأرقام القياسية. ولا تنكر الشركة الجانب التجاري للعمل، إذ تبيع خدمات باهظة للتصديق على أرقام قياسية لمَن يرغبون في كسب شهرة. ويقول غلينداي "إن التغيير الكبير خلال السنوات العشر الفائتة هو في عرضنا للشركات: مَن ترغب في تسجيل أرقام قياسية للفت الانتباه. في الشرق الأوسط، تُعدّ أرقام غينيس مؤشر تميّز للمنتجات".

عشرة مترجمين

بسبب هذا النشاط تعرضت المجموعة لانتقادات لتعاونها مع أنظمة استبدادية. لكنّ هذه الاتهامات غير معروفة لعامة الناس. وتقول منسقة النسخة الفرنسية لدى دار أشيت آن لو مور: "إن موسوعة غينيس للأرقام القياسية جزء من تراثنا، لأن أجيالاً عدة تلقتها هديةً". ويمثل تكييف كتاب يتميز بأصله البريطاني ونجاحه في الولايات المتحدة للجمهور الفرنسي تحدياً سنوياً.

وتقول لو مور لوكالة فرانس برس: "إنه عمل يستغرق وقتاً طويلاً، مع فريق مخلص مؤلف من عشرة مترجمين متخصصين كلّ في مجال"، مضيفة: "من آذار/مارس إلى بداية حزيران/يونيو، نسير بوتيرة ثابتة جداً، إذ نتلقى عشر صفحات متقابلة للترجمة في الأسبوع".

(فرانس برس)

المساهمون