ناشطون ينددون بالإعدامات الحوثية في صنعاء: غرق في الدماء

19 سبتمبر 2021
لم يأبه الحوثيون لمطالبات العدول عن الإعدامات (تويتر)
+ الخط -

أحدثت الإعدامات التي نفذتها جماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس السبت، استنكاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي نفّذتها الجماعة بالرغم من حملة تنديد اشتركت فيها منظمات حقوقية عديدة.

ونفذ الحوثيون علانية ووسط حشود كبيرة أحكام الإعدام رمياً بالرصاص بحق تسعة أشخاص، بينهم قاصر، بتهمة التخابر والتخطيط لعملية مقتل رئيس المجلس السياسي السابق للجماعة صالح الصماد.

وفي الثالث والعشرين من إبريل/نيسان، أعلن الحوثيون مقتل الصماد وعدد من مرافقيه بغارة للتحالف استهدفت موكبه في إحدى ضواحي مدينة الحديدة غربي البلاد، وهو أحد كبار القادة الحوثيين الذين استُهدِفوا.

وبالرغم من التنديد والمناشدات التي نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لأسر المحكومين، إلا أن الحوثيين سارعوا إلى تنفيذ الحكم في واقعة أحدثت صدمة وتنديداً على نطاق واسع.

وتقول منظمات حقوقية يمنية إن الحوثيين أصدروا الأحكام السياسية ضمن خروقات وإخلال متعمد بحقوق المحكوم عليهم، فضلاً عن إجراء محاكمات سرية بحقهم وتعذيبهم في سجون غير معلنة.

وقبل يوم من تنفيذ الحكم، نشر ناشطون مناشدات أطلقتها أسر المحكوم عليهم، تطالب بالتراجع عن تنفيذ الحكم، وتداولت الحسابات مقاطع فيديو لأبناء عدد من المحكوم بهم وأخرى لناشطين علّقوا على الإجراءات غير القانونية التي اتبعها الحوثيون. ودافع موالون للحوثيين عن الإجراءات التي اتخذها القضاء الخاضع للجماعة، بوصفه مساراً قانونياً بحق متورطين في الهجوم الذي استهدف الصماد.

واعتبر ناشطون ما اتخذه الحوثيون، محاولة لترهيب سكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم من خلال التلويح بأحكام الإعدام وإمكانية إلصاق التهم دون كلفة.

وقال الصحافي بسيم الجناني، إن الحوثيين استندوا بمحاضر الاتهام إلى فيديو يُظهر وجود عدد من المحكوم عليهم مع الصماد في إحدى الفعاليات بمحافظة الحديدة، وادعى الحوثيون حينها أن أحدهم أدخل شريحة في سترة مرافق الصماد.

وأضاف الجناني: "المضحك أن هذا المرافق بالتحديد ممن نجوا في الاستهداف، ولا يبين الفيديو أي إثبات واضح أنه وضع شريحة، ويتضح جلياً أن حكم الإعدام تغطية على المجرم الحقيقي الذي أراد إزاحة الصماد من المشهد، ولا يوجد مستفيد من استهداف الصماد سوى محمد علي الحوثي".


واستنكرت الناشطة الحقوقية، هدى الصراري، إقدام الحوثيين على تنفيذ أحكام الإعدام، قائلة: "أبشع جماعة على وجه الإطلاق في الأرض سيّرت كل ما تملك لقتل شعب بكل صور الانتقام، استباحت دماء الأبرياء بكل عنجهية ووقاحة، وأخضعت القضاء وأدواته لتبرير جشعها وتعطشها للدماء". وتابعت: "مجموعة أراجوزات يدعون قضاة مهمتهم تسهيل القتل للسلاليين المجرمين، فهل يملك أولئك أي ضمير إنساني!".

وركز ناشطون في نشر استنكارهم على وضع "القاصر" عبد العزيز محمد الأسود، وهو أحد المحكومين بالإعدام، وقد أسند بأحد الجنود المكلفين المراقبة نتيجة عدم قدرته على الوقوف، إثر تضرر نخاعه الشوكي وعموده الفقري.

وكتب رسام الكاريكاتير رشاد السامعي: "أتساءل... هذا الطفل عندما كان يقف أمام القاضي بهذا الشكل، والقاضي يعلم أن هذا الطفل يتعرض للتعذيب". وأضاف: "كسر عموده الفقري وتمزق نخاعه الشوكي، وربما تلفت أجهزته الداخلية بس الضرب والتعذيب.. التعذيب الذي أوصله إلى الشلل، يراه بهذه الصورة ويستمر بمحاكمته... والمشرفون على تعذيبه موجودون داخل قاعة المحكمة.. بل وداخل قفص الاتهام نفسه على هيئة رجال أمن.. والقاضي يعرف كل هذا ثم ترفع الجلسة ويعود الطفل محمولاً إلى الزنزانة نفسها ويستمر تعذيبه.. واخيراً يقرر القاضي إعدام الطفل رمياً بالرصاص.. ويحمل الطفل كما ترون إلى ساحة الإعدام انتصاراً للعدالة !!".

واعتبر الصحافي علي الفقيه الأحكام تذكيراً بما قام به الأئمة في النصف الأول من القرن العشرين بعد أن أعدموا "مئات الأبطال من اليمنيين الرافضين لحكمهم، ومع ذلك فإن تلك الإعدامات لم تحمِهم، بل غرقوا في الدم الذي انبعث لهم في السادس والعشرين من سبتمبر على شكل ثورة عارمة جرفتهم إلى حيث يستحقون".

وتابع: "ما تنفذه النسخة الجديدة من الإمامة اليوم من إعدامات بحق اليمنيين لن يحميهم، وسيجدون أنفسهم في مواجهة غضب يتراكم في نفوس اليمنيين، وعلى الرغم من الهدوء الخادع الذي يبدو لهم، سيتحول هذا الغضب المكتوم إلى حمم وبراكين".

وقالت الصحافية دينا محمد: "لا نختلف جميعنا أن جريمة الإعدام التي ارتُكبت اليوم بحق تسعة يمنيين بتهمة مقتل صالح الصماد هي من أبشع الجرائم التي ترتكبها هذه الجماعة إطلاقاً، لكننا نتفق اليوم أنها جريمة بشعة على مسامعنا ومرآنا وأمام صمت منا جميعاً".

 

المساهمون