"نتفليكس" تطلب موظفين للذكاء الاصطناعي وسط إضراب يشلّ هوليوود
مع استمرار إضراب الممثلين والكتاب في هوليوود للمطالبة بالحصول على تعويضات وأجور عادلة والحماية من الذكاء الاصطناعي، أعلنت منصة البث الشهيرة نتفليكس عن حاجتها لمدير لمنتج التعلم الآلي، مع أجر يراوح بين 300 و900 ألف دولار. في الوقت الذي تشير فيه إحصاءات نقابة الممثلين إلى أنّ 87% من أعضائها يكسبون أقل من 26000 دولار سنوياً، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية.
وكان استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام والمسلسلات، لكتابة النصوص أو لإنشاء شخصيات شبيهة بالممثلين، موضع الخلاف الرئيسي بين تحالف منتجي الأفلام والمسلسلات من جهة، ونقابتي الممثلين والكتاب من جهة أخرى.
وفيما بدأ الكتاب إضرابهم في مايو/ أيّار الماضي، انضم الممثلون إليهم في وقتٍ سابقٍ من يوليو/ تمّوز الحالي، ويهدّد أوّل إضراب مشترك منذ عام 1960، بتوقيف عجلة الإنتاج بشكل تام في هوليوود.
وتسعى "نتفليكس" من خلال المنصب الجديد إلى "زيادة فاعلية منصة التعلم الآلي" الخاصة بها، والتي وصفتها بأنها "الأساس لكل هذا الابتكار".
وبحسب "ذا غارديان"، طلبت الشركة في عرض العمل لشغل المنصب مؤهلات غامضة تتعلق بالتعلم الآلي، ولكنها تلمح إلى أهداف بعيدة المدى باستعمال الذكاء الاصطناعي في "جميع مجالات العمل".
وذكر قسم "التعلم الآلي"، الذي يملك موقعاً منفصلاً عن الشركة على الإنترنت، أنّ "نتفليكس" ستستخدم الذكاء الاصطناعي "لتشكيل كتالوغ الأفلام والبرامج التلفزيونية لدينا من خلال تعلم الخصائص التي تجعل المحتوى ناجحاً" و"تحسين إنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية الأصلية".
وبحسب موقع ذا إنترسبت، أعلنت "نتفليكس" أيضاً عن حاجتها لتوظيف مدير تقني للذكاء الاصطناعي التوليدي في استديو الألعاب الخاص بها، مقابل أجر يصل إلى 650 ألف دولار سنوياً.
ويمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إنتاج نصوص وصور وفيديو من البيانات، والتي تستعمل لإنشاء محتوى أصلي أو لأغراض الدعاية.
وأثمرت جهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي في وقت سابق من هذا الشهر، حين عرضت لأوّل مرة برنامج تلفزيون واقع إسباني جديد باسم "ديب فيك لوف"، والذي استعملت فيه أدوات التزييف العميق لتغيير وجوه المتسابقين وأجسادهم، واستخدم قسم الألعاب في الشركة الذكاء الاصطناعي لإنتاج القصص والحوار.
بدورها، أعلنت "ديزني" عن العديد من الوظائف المتعلقة بالتعلم الآلي، على الرغم من أنّها لم تحدد نطاق الرواتب. خلال مكالمة حديثة بشأن الأرباح، لمّح الرئيس التنفيذي للشركة بوب إيغر، الذي وصف مطالب الممثلين والكتاب بأنها "غير واقعية"، إلى المشكلات المحتملة التي قد تواجهها الشركة خلال دمج الذكاء الاصطناعي بنموذج أعمالها.
وقال: "لقد بدأنا بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام ببعض المهمات وفي نهاية المطاف لخدمة المستهلكين بشكل أفضل"، متابعاً: "لكن من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيسبب الاضطراب، وقد يكون من الصعب للغاية إدارته، لا سيما لناحية إدارة الملكية الفكرية".
وشكّل الذكاء الاصطناعي نقطة الخلاف الرئيسية في الأسابيع القليلة الأولى من الإضراب المشترك.
وزاد من احتدام المشكلة خاصةً بعدما قال كبير مفاوضي نقابة الممثلين دنكن كرابتري أيرلاند إنّ الاستديوهات "اقترحت أن تصوّر وجوه وأجساد الممثلين الثانويين الموجودين في خلفية المشاهد لقاء الحصول على أجر يومٍ واحد، وذلك لتستعمل أشكالهم في بقية العمل من دون أي تعويض مالي إضافي". من جهته، اعترض تحالف شركات الإنتاج على كلام أيرلاند، معتبراً أنّه "أساء شرح" اقتراحهم.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
