حرصت والدة عميد أسرى قطاع غزّة، ضياء الآغا، على المشاركة في معرض "نتنفس حرية"، الذي تنظمه الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، بالشراكة مع عدد كبير من مؤسسات الأسرى والاتحادات والمؤسسات في غزة، ضمن فعاليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني.
ويقضي ضياء الآغا (47 سنة)، عميد أسرى قطاع غزة، عامه الـ31 في سجن نفحة الصحراوي، وهو معتقل منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول 1992، ومحكوم بالسجن مدى الحياة، وهو أحد الأسرى القدامى منذ ما قبل اتفاقية أوسلو 1993، وكان يفترض إطلاق سراحه في أواخر مارس/ آذار 2014، في إطار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إلّا أن حكومة الاحتلال لم تلتزم ما اتُّفق عليه.
وشاركت الآغا، اليوم الاثنين، إلى جانب المئات من الفلسطينيين، في المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الحالي، ويضمّ زوايا وأقساماً متنوعة تتحدث عن تفاصيل الحياة اليومية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتفاصيل المعاناة اليومية لهم.
وتعرض لوحات فنية لعدد من الفنانين الفلسطينيين التي تتحدث عن الأسرى، والتي تحاكي التعذيب الإسرائيلي للمعتقلين، إلى جانب التغييب في السجون بشكل فردي عبر سياسة العزل الانفرادي، بالإضافة إلى رسائل كتبت بخط اليد لعدد من الأسرى في مختلف السجون.
واحتوى المعرض على زاوية سرية مصورة تتحدث عن تفاصيل حياة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية من خلال مقطع فيديو صُوِّر وسُرِّب من داخل السجون، حيث سُمح لرواد المعرض بالمشاهدة، ومُنعوا من تصويره حرصاً على سلامة الأسرى.
وشهد المعرض عدداً من الفعاليات التراثية الفلسطينية، كان أبرزها الدبكة والأغاني الخاصة بالأسرى، إلى جانب فعاليات أخرى سيشهدها المعرض خلال أيامه الخمسة، كالأعمال المسرحية التي تتحدث عن تفاصيل ما يقوم به الاحتلال ومصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى.
وتقول الآغا لـ"العربي الجديد" إنّ المعرض بطريقته العصرية والفنية المختلفة، من شأنه أن يوصل رسالة الأسرى الفلسطينيين للمجتمع الدولي والعربي، في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية خلال الأعوام الأخيرة بحقهم وتلاحق الإضرابات والاحتجاجات داخل السجون.
وبحسب والدة الأسير الآغا، التي قصّت شريط الافتتاح للمعرض، فإن مثل هذه الفعاليات يجب أن تشكل رسالة للمنظمات الحقوقية والأممية للتحرك من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الانتهاكات بحق الأسرى وتحسين حياتهم داخل السجون.
وتمني والدة عميد أسرى قطاع غزة نفسها بأن تشهد الفترة المقبلة إنجازاً لصفقة تبادل أسرى جديدة، باعتبارها الأمل الوحيد الباقي للأسرى الذين حُكم عليهم مدى الحياة، ولا سيما مع تعثر المسار السياسي وعدم التزام الاحتلال تنفيذ الاتفاقيات التي جرى التوصل إليها سابقاً بشأن أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو.
وتتضمّن الفعاليات معرضاً للكتاب، بالإضافة إلى زاوية للتراث شملت مقتنيات الأسرى، ومنتجات صنعت بأيديهم. أما الزاوية الإعلامية، فتضمّ عروضاً مرئية، ورسوماً متحركة، وإنتاجات مصورة إبداعية إلى جانب الندوات الإلكترونية.
من جانبه، أكد مسؤول ملف العلاقات الوطنية في حركة فتح في قطاع غزة، عماد الآغا، دعم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والوقوف إلى جانبهم في مواجهتهم مع مصلحة السجون الإسرائيلية، في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.
وقال الآغا في كلمة له على هامش الحفل الافتتاحي للمعرض إن قضية الأسرى تعتبر محط إجماع وطني من مختلف الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، وهو ما يدعو الجميع إلى الوحدة الوطنية من أجل التصدي للجرائم الإسرائيلية المتصاعدة بحق الفلسطينيين.
بدوره، أوضح القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، أنّ الاحتلال الإسرائيلي سيرضخ في نهاية المطاف لمطالب المقاومة الفلسطينية الرامية لإبرام صفقة تبادل جديدة، بالرغم من المماطلة التي يقوم بها على مدار 9 سنوات متواصلة.
وفي الزاوية الفنية، بدت الأعمال المعروضة لافتة لرواد المعرض ومرتاديه من خلال طريقة العرض المختلفة والأدوات العصرية التي استخدمها الفنانون والمشاركون فيه.
بدوره، ذكر الفنان التشكيلي شريف سرحان، أنّ تجربة الفنانين في تقديم قضية الأسرى بشكل غير معتاد يجعل القضية الخاصة بالأسرى أكثر إثراءً وتنوعاً، خصوصاً في ظل استخدام أدوات معاصرة، بالإضافة إلى البعد السياسي والاجتماعي الحاضر في الأعمال الفنية.
وقال سرحان لـ"العربي الجديد" إنّ الأعمال الفنية التي عرضت بهذه الطريقة تساعد على جذب التضامن بشكل أكبر وأوسع خلال عرضها للمجتمع الدولي والعالم، ولا سيما مع استخدام أعمال فنية حديثة كالنحت والكوميكس واللوحات الفنية وبعض المقتنيات التي حولت لأعمال متحفية.