في يوليو/تموز الماضي، غادر جوني آيف "آبل"، بعدما شغل منصب كبير مسؤولي التصميم والاستشاريين السابقين، وبعدما اشتهر بكونه المسؤول الأكبر عن الجاذبية البصرية لتصميمات منتجات الشركة. أنهت "آبل" اتفاقها الاستشاري مع آيف الذي كان قد غادر الشركة عام 2019 لتأسيس شركة تصميم مستقلة اسمها "لاف فروم".
ووقعت "آبل" عقداً مع "لاف فروم" قيمته مائة مليون دولار، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز. وقال آيف حينها، في بيان صحافي، إنه يتطلع إلى العمل مع "آبل" لسنوات عدة مقبلة. ولكن، بعد 3 سنوات، يبدو أن آيف و"آبل" قررا إنهاء العمل بالعقد. وتساءل بعض المديرين التنفيذيين في "آبل" عن المبلغ الذي دفعته الشركة لآيف، وشعروا بالإحباط بعد مغادرة العديد من مصمميها للانضمام إلى شركته.
ونقلت عنهم "نيويورك تايمز" قولهم إن آيف أراد الحرية في التعامل مع العملاء من دون الحاجة إلى تصريح من "آبل". ساعد جوني آيف في تحويل أجهزة الكمبيوتر والهواتف إلى أشياء مرغوبة، وجعلها أكثر من مجرد أدوات وظيفية.
وبالنسبة لمعظم شركات التكنولوجيا، لن يتسبب رحيل المصمم في لفت انتباه الجمهور، لكن جزءاً من تألق شركة آبل يكمن في الطريقة التي تعلمت بها الشركة من عالم الموضة لدفع الاستهلاك، وفق ما لاحظت صحيفة نيويورك تايمز.
كان آيف الذي انضم إلى "آبل" عام 1992 صاحب الرؤية وراء عدد من تصميمات الأجهزة الأكثر شهرة في "آبل"، وبينها "آيماك" وسماعات "آيبود". وبعد تنحية سكوت فورستال، كلفت الإدارة آيف أيضاً بتصميم البرامج، ما أدى إلى مظهر مختلف تماماً لنظام iOS 7.
وكان ستيف جوبز هو من رأى أن استراتيجيات الموضة يمكن تطبيقها على الإلكترونيات الاستهلاكية المملة سابقاً، لتصبح ملموسة ومغرية بصرياً، أرق وأكثر أناقة، وساعد هذا الشركة على تجاوز المنافسين. وكان جوبز هو الذي تبنى فكرة إصدار جديد لكل موسم، بحيث فهم كيف يطبق قانون التقادم المخطط، وهو فرضية أساسية في عالم الأزياء. وكان هو الذي شكل شراكة مع جوني آيف. بعد وفاة جوبز عام 2011، خرج آيف من الظل، جنباً إلى جنب مع تيم كوك، الرئيس التنفيذي، ليصبحا واجهة الشركة.