يبدو أن شخصية "الدكتاتور" تستطيع أن تكون مصدر إلهام أكثر من مرة لصنّاع السينما،
فقد قرر المخرج الألماني الشاب دافيد وينانت أن يعيد شخصية "هتلر" إلى الوجود في فيلم كوميدي صدر أول أمس الخميس، وهو مقتبس عن رواية شهيرة للكاتب الألماني تيمور فيرمس، عنوانها "إنه عائد"، صدرت عام 2013 وحققت نجاحاً اسطورياً، حيث بيع منها أكثر من مليوني نسخة وترجمت لأكثر من أربعين لغة.
ويبدأ الفيلم كما تبدأ الرواية، عند استيقاظ "هتلر" من موته بعد سبعين عاماً من وفاته في حديقة برلين، ليكتشف وجه ألمانيا الجديدة الذي لا يعجبه، مما يدفعه إلى العودة للعمل من أجل تغييره وإعادة الأفكار النازية إلى الساحة، وهو الأمر الذي يوقعه في مواقف كثيرة مضحكة بسبب عدم قدرته على التأقلم مع التكنولوجيا والأفكار الحداثية والتحررية في البلاد، فيتحول "الدكتاتور" المخيف إلى شخصية مسليّة بالنسبة لشعبه.
ومن المنتظر أن يحقق هذا الفيلم إقبالا جماهيرياً قياسياً، حيث تم اختيار الممثل الألماني أوليفر ماسوشي للقيام بدور "هتلر" بإحكام تام في التفاصيل والمكياج، وكانت بعض مشاهد التصوير في الشارع مع مواطنين وسياح حقيقيين، مما أضفى على العمل مسحة واقعية لم ترق بعض النقاد الذين قدموا رأياً سلبياً حول الفيلم كونه خلط بشكل مبالغ فيه الواقعي بالخيالي.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها إنجاز فيلم حول شخصية "هتلر"، فقد سبق ذلك محاولات كثيرة جداً منها أفلام وثائقية ظهر فيها هو شخصياً، مثل فيلم "انتصار الإرادة" الذي أنتج عام 1935 وكان مبالغاً في تبجيله وتحويله إلى بطل في عيون المشاهدين، ليكون رداً على فيلم أنتجته الولايات المتحدة الأميركية عام 1934 بعنوان "حكم الرعب"، أما سينمائياً فهناك عشرات الأعمال في كل أنحاء العالم استلهمت شخصيته، ومنها: "نهاية هتلر" عام 1955 و"الحياة الشخصية لهتلر" عام 1962، إضافة إلى "ولادة الشر" الذي أنتج عام 2003، و"السقوط" 2005، أما على صعيد الكوميديا فقد قدم شارلي شابلن فيلما ساخراً أدى فيه دور هتلر بعنوان "الدكتاتور" عام 1940 ورسم به الضحكة على وجوه ملايين الناس بعد أن رسم هتلر الرعب على وجوه ملايين الناس أيضا.
اقرأ أيضاً: بالصور.. أكثر 10 أفلام سينمائية منتظرة في خريف 2015