الخميس الماضي، في أول أيام شهر رمضان، اختارت قناة فرانس 24 الفرنسية، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، الاحتفاء بشهر الصوم، من خلال وضع صور لتحضيرات المسلمين في مختلف أنحاء العالم. ومن بين هذه الصور، صورة لطفل يمسك هلالاً في القدس المحتلة وخلفه المسجد الأقصى، وأشارت إلى الموقع على أنه في "القدس، إسرائيل"، وهو ما أثار جدلاً واسعاً، وآلاف التعليقات على الصورة.
إذ ذكّر مستخدمو الموقع أن القدس تقع في فلسطين، وأنها مدينة محتلة، وليست مدينة إسرائيلية. وكان التفاعل الغاضب مع الصورة كبيراً، ليصل إلى 17 ألف تعليق، و18 ألف مشاركة، تضمنت كلها هجوماً على القناة وانتقاداً لها.
الصورة هي جزء من سلسلة صور من فلسطين والعراق ومصر ولبنان ولندن وباكستان وبنغلادش، وثقت استقبال المسلمين شهر رمضان. وكتب معلقون "شكراً لإعطائنا فرصة لتذكير العالم بأن القدس هي عاصمة فلسطين"، بينما سخر آخرون من الصورة فكتبوا "باريس، تونس" أو "روما، المغرب".
ورغم سيل الانتقادات والسخرية لم تحذف القناة الصورة، وأصرّت على إبقائها عبر صفحتها على "فيسبوك"، لكنها عادت ونشرت في اليوم نفسه تقريراً مصوراً عن استقبال الفلسطينيين في الضفة الغربية رمضان، في ظل استمرار جرائم الاحتلال، وارتفاع أعداد الأسرى، وهو ما اعتبره مستخدمو فيسبوك محاولة "بائسة" للظهور بمظهر الحياد والموضوعية.