قامت سلطات محافظة الإسكندرية المصرية، السبت، بهدم المنارة الأندلسية بمنطقة العجمي، وهي عبارة عن عمل فني ذي طراز معماري فريد، صممه ونفذه الفنان التشكيلي السكندري وعميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، محمد شاكر، عام 1999.
وفوجئ أهالي منطقة العجمي، غرب الإسكندرية، السبت، بهدم المبنى الذي كان يُطلق عليه اسم "المنارة الأندلسية"، أو "فنار العجمي".
وقال مصدر بالمحافظة لـ"العربي الجديد" إنه تم هدم المبنى؛ بسبب إعاقته لبناء كوبري جديد محوري بنطاق الحي، بهدف تخفيف الضغط المروري، وتحقيق السيولة المرورية في غرب الإسكندرية، لا سيما أنّ المنطقة تشهد اختناقات مرورية يومياً.
وأكد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أنّ مبنى المنارة الأندلسية الذي تم هدمه ليس أثراً، وعمره 21 عاماً فقط.
هدم المنارة الأندلسية في حي العجمي في الإسكندرية
— AHMED RAYAN (@Ahmed_Rayan1234) October 10, 2020
بلحه لايعرف قيمه الجمال والفن والتاريخ #ارحل_يابلحة pic.twitter.com/ynjKaTKc5w
وانتقد فنانون ومهتمون بالتراث المعماري هدم مبنى "المنارة الأندلسية"، أو "فنار العجمي"، الذي كان يتوسط ميدان "الكيلو 21"، وبحسب مقال سابق للدكتورة منى علي رجب، الأستاذ المتفرغ بقسم التصوير الجداري في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، فإنّ المنارة الأندلسية عمل فني ثلاثي الأبعاد، مسطحه حوالى 515 متراً مربعاً في منتصف ميدان "الكيلو 21"، ويحمل أعمال فسيفساء جدارية وزجاجاً معشقاً، ويعتبر رمزاً وعلامة مميزة للمكان، وهو دُرس وذُكر في العديد من الرسائل العلمية من ماجستير ودكتوراه، وهو أول وأضخم عمل فني في الوطن العربي.
كذلك يرمز إلى حدث مهم أدى إلى انتشار الإسلام من هذه المنطقة عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث كان يوجد باب الإسكندرية الذي عسكرت عنده، لمدة 60 يوماً، القوات العربية الإسلامية وهي في طريقها للأندلس للتزود بالمؤن والتجهيزات اللازمة، وبذلك استقر في ذاكرة التاريخ وأصبح ثروة قومية، وأحد أهم النُصب التذكارية التي ترمز إلى عبور الثقافة العربية الإسلامية من الشرق إلى مختلف دول العالم، عبر الأندلس في عصرها الذهبي.
وحصل الفنان محمد شاكر، هذا العام، على جائزة الجامعة التقديرية 2020 وعلى 27 جائزة محلية ودولية في الرسم والتصوير والفنون المرتبطة بالعمارة، و201 شهادة تقدير وميدالية ودروع وقلادات منذ عام 1972 حتى الآن.
وتم تكريمه، في سبتمبر/ أيلول الماضي، بمكتبة الإسكندرية لتبرعه بأربع وحدات سكنية بمنطقة سابا باشا، على طريق الكورنيش، بمحتوياتها من أعماله الفنية الخاصة، إلى جانب تبرعه بـ 4200 متر من أرض مملوكة له بمنطقة "كينغ مريوط" لإنشاء مركز (محمد شاكر للدراسات التشكيلية والمتحفية).
وكان الفنان التشكيلي محمد شاكر قد عبر في وقت سابق عن حزنه لأن المنارة الأندلسية تعرضت للإهمال الشديد. وأضاف شاكر، خلال لقاء تلفزيوني، أن المنارة كانت بوابة الإسكندرية في هذا الوقت، وكانت تشير إلى منصة الإسلام المستنيرة في الأندلس.