استمع إلى الملخص
- **دعوات للتنحي وأداء بايدن:** ريد هاستينغز، مؤسس "نتفليكس"، دعا بايدن للتنحي بعد أدائه الكارثي في المناظرة الأخيرة، مما زاد الضغوط عليه من داخل الحزب الديمقراطي.
- **تردد هوليوود في دعم بايدن:** رغم تاريخ دعم هوليوود للمرشحين الديمقراطيين، يتردد المشاهير في دعم بايدن علناً هذا العام، مع تركيز حملته على جذب دعم الشباب ونجوم مثل زندايا وتايلور سويفت.
مع تقارب نتائج استطلاعات الرأي بين المرشَحَين للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن ودونالد ترامب، قد يكون لدعم مشاهير هوليوود تأثير كبير على سَيْر الانتخابات المقبلة. وكان أبرز النجوم قد أيّدوا في الانتخابات الماضية مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، لكن حالياً يتحفّظ كثيرون على التعبير عن آرائهم. وتقول مجلة فانيتي فير إنّ هوليوود لا تزال صامتة، وسط استقطاب حاد داخل أميركا ودعوات للرئيس جو بايدن للتنحي والسماح لمنافس ديمقراطي آخر، أكثر شباباً، بأخذ مكانه في السباق الانتخابي 2024.
وبالرغم من أنه متبرّع كبير للحزب الديمقراطي، دعا المؤسس المشارك لـ"نتفليكس"، ريد هاستينغز، الرئيس الأميركي الحالي والمرشح الديمقراطي للانتخابات الأميركية، جو بايدن، إلى التنحّي من السباق الرئاسي، بعد أدائه الذي وُصف بالكارثي في مناظرته الأخيرة ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقال هاستينغز لصحيفة نيويورك تايمز الأربعاء الماضي إن الرئيس "يحتاج إلى التنحي للسماح لزعيم ديمقراطي قوي بالتغلب على ترامب والحفاظ على سلامتنا وازدهارنا".
ويجعل هذا البيان هاستينغز واحداً من أوائل المانحين الديمقراطيين الرئيسيين الذين رفضوا الرئيس البالغ 81 عاماً علناً، مع تصاعد الضغوط عليه للتنحي، بسبب مخاوف من أنه ليس في مستوى المنصب. ونفى البيت الأبيض التقارير التي تفيد بأن المانحين والحلفاء في الحزب الديمقراطي يحثّونه على الانسحاب من السباق الرئاسي، لكن بحلول الأربعاء دعا ديمقراطيان في مجلس النواب بايدن علناً إلى سحب ترشيحه، وقال ثالث إن لديه "مخاوف جدية" بشأن قدرة بايدن على التغلب على ترامب.
حتى المخرج روب راينر، أحد أكثر أصوات هوليوود صراحة في دعم الديمقراطيين، غرّد ينتقد أداء بايدن من دون التخلي عن تأييده. وكتب راينر في "إكس": "كانت مناظرة الليلة الماضية بمثابة كارثة بالنسبة للرئيس بايدن... لكن الاختيار لا يزال واضحاً تماماً: إما أن نختار رجلاً طيباً ومحترماً يهتم بمواطنيه ويعرف كيف يحكم، أو مجرماً مداناً سيدمّر ديمقراطيتنا" بحسب تعبيره.
دعم بايدن محفوف بالمخاطر
تورد شبكة "سي أن أن" أنه تاريخياً، التفّت هوليوود حول المرشحين الديمقراطيين، لكن قبل انتخابات هذا العام، تُورد مجلة فانيتي فير أنّ عاصمة السينما الأميركية صامتة، على الأقل علناً. وفي 2008 كانت عائلة أوباما ثنائي هوليوود المفضل، وكان الممثل جورج كلوني والرابر جاي زي وبيونسيه أصدقاء مقربين للعائلة. وفي 2016 دعم المشاهير بشدة هيلاري كلينتون في سباقها ضد ترامب، وفي عام 2020 دعم النجوم بقوة بايدن لتجنب ولاية ثانية لترامب. لكن هذا العام، تقول "سي أن أن" إن المشاهير يفكّرون في ما إذا كانوا سيؤيدون بايدن علناً في الانتخابات المقبلة أم لا.
مردّ هذا التردّد والتحفّظ إلى أن المشهد السياسي الأميركي مشحون بشكل متزايد ولأسباب عدة، بينها العدوان الإسرائيلي على غزة. ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي مثلاً، زارت ماريا كاري البيت الأبيض والتقطت الصور مع بايدن ونائبته كامالا هاريس. جرّ عليها هذا غضباً واسعاً واتهمها الجمهور بغض الطرف عن الإبادة الجماعية في غزة.
هوليوود تفضّل النأي بالنفس
يعرف المساعدون أن الرئيس بايدن يحتاج إلى أكبر قدر ممكن من المساعدة حتى يبدو على اتصال بثقافة الشعب. وبينما يؤيده البعض في هوليوود بشدة، مثل مايكل دوغلاس وزوجته كاثرين زيتا جونز ومارك هاميل، يدرك آخرون أن التحالف مع بايدن أمر محفوف بالمخاطر في بيئة مثيرة للانقسام ومدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي.
وقال دوين جونسون (ذا روك)، الذي أيّد بايدن في 2020، لشبكة فوكس نيوز، إنه لن يدعم أي مرشح هذه المرة. وقالت مغنية الراب كاردي بي، التي دعمت بقوة بيرني ساندرز في الماضي ثم بايدن في الانتخابات الأخيرة، لمجلة رولينغ ستون، إنها لن تصوّت في هذه الانتخابات، مشيرةً إلى أنها لا تحب أيّاً من المرشحَين.
وجمعت حملة تبرعات في قاعة راديو سيتي ميوزيك هول المرصعة بالنجوم في مارس/ آذار مبلغاً قياسياً قدره 26 مليون دولار لحملة إعادة انتخاب بايدن. قدمت كوين لطيفة، وليزو، وبن بلات، وسينثيا إريفو، وليا ميشيل، عروضهم في مدينة نيويورك وحضر الحدث بايدن والرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون. لكن حتى حينها كان المتظاهرون متجمهرين في الخارج.
هل ينال بايدن رضا هوليوود؟
رغم تردّد كثيرين، أعلنت حملة بايدن عن حملة لجمع التبرعات في شهر يونيو/ حزيران مع جوليا روبرتس وجورج كلوني، بالإضافة إلى دعم روبرت دي نيرو الذي لا يتردّد في انتقاد ترامب. لكن الاستراتيجيين يريدون المزيد من دعم الشباب الأصغر سناً، ودفْعهم للتصويت، وهذا على رأس أولويات حملة بايدن. وقد نقلت "سي أن أن" عن أحد الاستراتيجيين السياسيين أن "الحلم بالنسبة للديمقراطيين هو الحصول على دعم شخص مثل زندايا، وهي أكبر نجمة من جيل زي، أو تايلور سويفت".
ولم يَفُت الأوان على تأييد هوليوود لبايدن. في عام 2020، لم يعلن بعض المشاهير البارزين تأييدهم لبايدن إلا مع اقتراب يوم الانتخابات، بمن فيهم تايلور سويفت، وجينيفر لوبيز، وأليكس رودريغيز، جميعهم دعموا بايدن في أكتوبر/ تشرين الأول، قبل أسابيع قليلة من يوم الاقتراع.