ورد الخال... غلطة الانخراط في الدراما المحليّة

عرفت ورد الخال ابنة الشاعر اللبناني الراحل، يوسف الخال، من خلال مسلسل "العاصفة تهب مرتين" (1995) من نص شكري أنيس فاخوري وإخراج ميلاد هاشم.

لم تكن ورد الخال في "العاصفة تهب مرتين" ممثّلة محترفة، لكن نجاح المسلسل آنذاك أعطى كل الممثلين ضمنه ثقة عالية، واستطاع أن يثبت حضورهم، وصُنِّف المسلسل كعنوان لعودة دوران عجلة الدراما اللبنانية بعد فترة الحرب. لعبت ورد الخال شخصيّة "غوى"، الفتاة اللعوب التي توقع رجل الأعمال وصاحب الشركة في شباكها. ورغم أدائها الضعيف، عرفت فيما بعد كيف توظف نفسها كممثلة ناشئة، ونجحت في ذلك، لتبدأ مرحلة الاحتراف الفعلي في مجموعة من المسلسلات التي ظلت أسيرة العرض المحلي في لبنان. بالتزامن مع ذلك، كانت ثورة الفضائيات العربية في أوجها، والاتجاه إلى التعاون العربي المشترك أصبح واقعًا لا مفر منه.

بعد أكثر من 28 عامًا على دخول الخال عالم التمثيل، ثمة ما يدفعنا للسؤال: ما الذي يجبر ورد الخال على تبنّي قضية الدراما اللبنانية والعمل ضمن إطار ضيق جداً، علمًا أنّها كانت لسنواتٍ عاملاً في نجاح الدراما العربية المشتركة؟
مسلسل "أسمهان" إنتاج (2008) يُعتبر مسلسلاً جيداً ضمن القائمة الخاصة بمسلسلات السيرة الذاتية، ورغم الانتقادات، فإنَّ أداء الممثلين لأدوارهم أنقذه من الفشل، في وقت لم تحظ فيه مسلسلات السير الذاتية بالنجاح الذي حققه مسلسل "أسمهان".

سينما ودراما

التحديثات الحية

"دفاتر مايا"... استعادة ملامح ثمانينيات بيروت اليوم

عام 2014، شاركت ورد الخال بطولة مسلسل "عشق النساء" إلى جانب نادين نسيب نجيم. المسلسل كان بوابة لفتح الطريق أمام الممثل السوري باسل الخياط نحو الدراما العربية المشتركة، وشكل قفزة جيدة لعالم الدراما اللبنانية والعربية في بعد أن لاقى رواجاً على الفضائيات العربية، وحقّق نسبة مشاهدة عالية. لكن ورد الخال لم تستفد من حضورها عربيًا، بل ظلت باحثة عن مسلسلات لبنانية لمؤازرة دراما بلدها. وهذه مهمة صعبة في ظل فقدان الكتّاب اللبنانيين، وحصر السيناريوهات بمجموعة ضيقة من العاملين في قطاع الإنتاج المقربين من شركات الانتاج، وهذا ما يفقد الدراما اللبنانية فرصة النجاح أمام المنافس السوري والمصري.

هذا العام، قدمت ورد الخال مسلسل "هند خانم" بمشاركة الممثل السوري خالد القيش الذي انسحب في الجزء الأول وتم استبداله بالممثل اللبناني يورغو شلهوب. المسلسل ضعيف جداً، وكان مستغربًا قبول الخال ببطولته، ولو قصدت دعم صناعة الدراما اللبنانية. والواضح أن ضعف القصة والإخراج لكنان اسكندراني انعكس سلبًا على ورد الخال نفسها وفريق الممثلين. 60 حلقة كان بالإمكان اختصارها لـ10 حلقات لزوجة تعاني التعنيف، إذْ يُقتل زوجها فجأة، وتعاني من مشاكل الحياة مع أبنائها.

هكذا تبدو صورة ورد الخال الممثلة متأرجحة بين ثقتها بالدراما المحلية اللبنانية و"محاولة المساعدة"، وبين انقلاب الأدوار على ممثلة استطاعت أن تحجز مكانًا لها على الخارطة المشتركة لصناعة الدراما. أخيرًا، ينتظر بدء عرض مسلسل جديد لصالح منصة "شاهد" خلال أيام، من بطولة ورد الخال وباسم مغنية والممثل المصري أحمد فهمي، وإنتاج شركة "إيغل فيلم".