رحل اليوم السبت الفنان المصري المنتصر بالله، عن عمر يناهز 70 عاماً، بعد صراع مع المرض استمر لسنوات طويلة. إذ أصيب بجلطة في الرأس منذ أكثر من 12 عاماً أثرت بطريقة كلامه وحركته بشكل عام حتى وفاته. ومن المقرر أن تقام جنازته غداً الأحد.
قدم المنتصر بالله على مدار نصف قرن ما يقترب من الـ 200 عمل تلفزيوني وإذاعي ومسرحي وسينمائي. ورغم أنه لم يحصل في أيٍّ من الأعمال على البطولة المطلقة، إلا أن أداءه شكّل علامة مؤثرة في كل الإنتاجات التي شارك فيها، ومن أشهرها مسرحيات "شارع محمد علي" (1991)، و"علشان خاطر عيونك" (1987)، و"عائلة سعيدة جداً" (1985). ومن أشهر مسلسلاته، "أنا وأنت وبابا في المشمش" (1989)، و"أرابيسك" (1994)، و"شارع المواردي" (1990). أما سينمائياً، فشارك في أفلام "تجيبها كده تجيلها كده هي كده" (1983)، و"الشيطانة التي أحبتني" (1990)، و"يا تحب يا تقب" (1994).
وكان ظهوره الأول مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح في بداية السبعينيات بعد تخرجه مباشرة من كلية الزراعة.
وعلى الرغم من شهرته بالأعمال الكوميدية، إلا أنه كان بارعاً في تقديم الأدوار الجدية والهامة، لعل أهمها فيلم "سواق الأوتوبيس" (1982) مع نور الشريف، وفيلم "المواطن مصري" (1991)، مع عمر الشريف والمخرج صلاح أبو سيف، وفيلم "ضد الحكومة" (1992) أمام الفنان أحمد زكي والمخرج عاطف الطيب. ومن مسلسلاته التي ابتعد فيها أيضاً عن اللون الكوميدي مسلسل "ارابيسك"، مع صلاح السعدني، وجسد المنتصر في هذا العمل شخصية رمضان "الشرير" زوج شقيقة "حسن أرابيسك"، الذي يسعى بكل السبل الملتوية إلى إيذائه.
وبسبب مرضه الشديد وعدم قدرته على العمل بكل طاقته، ظهر في بعض الأعمال التي لا تتطلب مجهوداً مثل المسلسلات الإذاعية، أو المشاركة كضيف شرف في مشهد أو حلقة في بعض الأعمال. فقد سبق أن ظهر في المسلسل التليفزيوني "راجل وست ستات" (2007) للمخرج أسد فولادكار، وشارك في المسلسل الإذاعي "عوام على بر الهوى"، كذلك شارك في مسلسل "الصيف الماضي"، الذي عرض في عام 2010.
وكان المنتصر بالله قد أكد منذ ثلاث سنوات عودته إلى الفن من جديد مع المؤلف وليد يوسف من خلال عرض مسرحي جديد للأطفال، لكن الحالة الصحية له حالت دون إتمام المشروع.
وتزوج الفنان الراحل الفنانة عزيزة كساب التي اعتزلت الفن للتفرغ لرعاية بناتها الثلاث. وكانت زوجته في السنوات الأخيرة بمثابة المتحدثة باسمه في بعض البرامج التلفزيونية. وقد كررت في أكثر من مرة لومها لنقابتي المهن التمثيلية والسينمائية بسبب أهمال زوجها، فيما أشادت بموقف كل من الفنانين نادية لطفي وفاروق الفيشاوي ورجاء الجداوي الذين ساندوا المنتصر بالله بشكل دائم.