توفي الممثل المصري هشام سليم، صباح اليوم الخميس، عن 64 عاماً، بعد معاناته من مرض السرطان. ستقام الجنازة بعد صلاة الظهر، من مسجد الشرطة في حي الشيخ زايد في القاهرة.
ولد هشام سليم في 27 يناير/كانون الثاني عام 1958، ووالده هو لاعب كرة القدم ورئيس النادي الأهلي صالح سليم (1930 – 2002). تخرج من كلية السياحة والفنادق في جامعة حلوان، وكانت بدايته في التمثيل عام 1972 أمام الممثلة الراحلة فاتن حمامة في فيلم "إمبراطورية ميم" للمخرج حسين كمال. كان حينها مراهقاً، وأدى دور "مدحت"، نجل "منى" (حمامة) التي تتحمل مسؤولية تربية 6 أولاد بعد وفاة زوجها.
شارك في أفلام عدة آخرها "موسى" عام 2021، وبينها "أريد حلاً" عام 1975، و"عودة الابن الضال" عام 1976. وكان حضوره التلفزيوني لافتاً، إذ شارك في مسلسلات أهمها "ليالي الحلمية" و"هوانم غاردن سيتي" و"أرابيسك". وكان آخر ظهور تليفزيوني له من خلال دوره في مسلسل "هجمة مرتدة" الذي عرض في رمضان 2021.
تزوج هشام سليم مرتين، وله 3 أبناء هم نور وزين الشرف وقسمت.
وكان قد أكد هذا العام إصابته بمرض السرطان، بعدما تداولت مواقع عدة شائعات حول وفاته. وانتشرت خلال الفترة الأخيرة أخبار كثيرة عن تدهور حالته الصحية.
بالبحث عن بدايات هشام، وتصريحاته السابقة، تبين أنه لم يكن أبداً الابن المدلل مثلما اتُّهم كثيراً، لكونه نجل رئيس النادي الأهلي السابق الكابتن صالح سليم، الذي شارك بالتمثيل في عدد من الأفلام، أشهرها "الشموع السوداء". كان والده يعلمه دائماً الاعتماد على نفسه، ولم يعطه في حياته سوى بيت في حي الزمالك في القاهرة، بإيجار شهري قيمته 11 جنيهاً مصرياً. رغب هشام سليم في أن يمتهن الفن. لكن والده لم يكن مرحباً بهذا القرار، مبرّراً موقفه بالقول "إن الفن مثل كرة القدم غدار. ومن الممكن أن تجلس في منزلك من دون عمل في لحظة واحدة".
لكنه اقتنع بعد أن عرض عليه فيلم "إمبراطورية ميم" أمام فاتن حمامة، وكان هشام سليم حينها في الثالثة عشرة من عمره. بهذا، طلب منه والده أن يكمل دراسته الجامعية أولاً، وإذا رغب في دراسة التمثيل فلا مانع. مرت خمس سنوات على الظهور الأول لهشام سليم، ليقدم وهو في الثامنة عشرة فيلم "عودة الابن الضال" للمخرج يوسف شاهين. ونجح الفنان الشاب في لفت الأنظار إليه.
بعد النجاح، شعر والده أن الغرور بدأ يتسلل إلى نجله؛ فنصحه قائلا إن الغرور أول درجات الفشل. وكان هذا هو الدرس الذي تعلمه سليم حتى رحيله؛ إذ قال في تصريح له: "نصيحة والدي لم أستطع نسيانها".
بناءً على رغبة والده، حصل هشام سليم على شهادة جامعية، إذ درس السياحة الفندقية في مصر، ثم سافر إلى لندن ليلتحق باستوديو الممثل، وهو عبارة عن كورس مدته ثلاثة شهور، لكنه لم يكمل فيه.
بعد ظهور سليم في أفلام "إمبراطورية ميم" و"أريد حلا" و"عودة الابن الضال"، بدأت انطلاقته الفنية. وبدأت مشاركته في أفلام عدة، مثل "اغتيال مدرسة"، و"سترك يا رب"، و"سنوات الخطر"، و"بصمات فوق الماء"، و"رجب الوحش"، و"ساعات الفزع"، و"الانتقام"، و"خيانة مشروعة"، و"الأولة في الغرام".
وعلى رغم كثرة أفلامه، فإنه لم يحقق النجومية التي كانت متوقعة منه في عالم السينما، وتميز أكثر في الدراما التلفزيونية، ومن أشهر مسلسلاته "درب الطبيب"، و"كلمة سر"، و"أهل إسكندرية"، و"الراية البيضا"، و"ليالي الحلمية"، و"حرب الجواسيس"، و"اسم مؤقت"، و"كلبش"، و"طايع".
كان هشام سليم محباً للمسرح، فقدم مسرحية "شارع محمد علي" أمام كل من شريهان وفريد شوقي. كان يرغب في مزيد من العروض، إلا أن ما تلقّاه من مسرحيات كان غير مناسب له، لذا اعتذر عنها، وكان من المفترض أن يقدم عرضاً عنوانه "نهارك سعيد"، عن قصة من تأليف صلاح عربي، وإخراج محمد جمعة، ولكن المشروع لم يتم.
كما كان لهشام سليم تجربة في تقديم البرامج، إذ قدم عبر فضائية سكاي نيوز عربية برنامج "حوار القاهرة"، الذي كان يبث من مصر عام 2013. وكان البرنامج يتناول قضايا المجتمع المصري، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
أثار البرنامج انتقادات كثيرة وُجّهت لسليم بسبب انحيازه إلى انقلاب 30 يونيو/حزيران 2013. سياسياً، لم يكن لهشام سليم آراء ومواقف عدة. ولم يتحدث كثيراً في هذا الشأن حتى أيام ثورة 25 يناير. كان يصرح فقط عن موقفه من الرئيس المخلوع الراحل محمد حسني مبارك، أنه كان يكره والده صالح سليم وعائلته من دون سبب.