قبل أيام، نشر الفنان السوري ياسر العظمة، البرومو الترويجي لمسلسل "السنونو"، ليعلن رسمياً عن مشاركته في ماراثون الدراما الرمضانية لهذه السنة، بعد سنوات كثر فيها الحديث عن عودة بجزء جديد من "مرايا" لم تتحقق. وفي المسلسل الجديد، يلعب العظمة شخصية "عوني الناكش" التي سبق أن قدمها ضمن سلسلة "مرايا" قبل 24 سنة.
ورغم حنين الجمهور السوري لعودة ياسر العظمة إلى التلفزيون، فإنّ هناك العديد من العوامل التي تنذر بفشل مسلسل "السنونو" قبل عرضه، نذكر منها:
برومو المسلسل الترويجي
البرومو الذي نُشر الأسبوع الماضي، لا ينجح برسم ظلّ ابتسامة، ليكون أول المؤشرات وأوضحها على تدني مستوى المسلسل الكوميدي الذي أعاد ياسر العظمة إلى الشاشة الرمضانية بعد طول غياب؛ فالبرومو هو عبارة عن شريط قصير يجمع لحظات عشوائية من المسلسل ليس إلاّ، ولا يربط هذه اللقطات أيّ سياق، وليس هناك ما يبرر ترتيبها بهذا الشكل. فعلياً هي لا تشبه سوى الشارات الرديئة في المسلسلات السورية، التي تجمع لقطات عشوائية لاستعراض الأسماء المشاركة بالمسلسل، لكنّ الفارق أنّه في شارات المسلسلات هناك أغنية تربط الأجزاء المتنافرة بشكلٍ ما.
دوامة مرايا
مضى نحو 40 سنة على بدء سلسلة "مرايا"، التي يعود لها الفضل بتكريس اسم ياسر العظمة، بين مصاف النجوم السوريين على مرّ الزمان. ومنذ ذلك الوقت، تفرّغ العظمة لمشروع "مرايا". ذلك يعني أنّ العظمة لم يقدم خلال 40 سنة أيّ شخصية في حكاية متكاملة، واكتفى طوال هذه الفترة بتقديم أنماط بسيطة، خلق لها لحظات درامية وكوميدية مميزة، لكنّ جميع هذه الأنماط تتسم بالبساطة والثبات، فهي غير قادرة على التطور أو التحول، هي ببساطة قوالب جاهزة كان يستخدمها العظمة لتقديم لحظة درامية أو نكتة. بالتالي، لا يمكن التكهن بنجاح العظمة في مسلسله الجديد بالاستناد إلى نجاحه في سلسلة "مرايا"، فهناك فارق كبير بين تقديم شخصية تعيش وتتطور على مدار ثلاثين حلقة، وبين نمط يلقي كلّ ما في جعبته دفعة واحدة.
عوني الناكش
لكن، هناك العديد من المسلسلات الناجحة التي بُنيت بالاستناد إلى أنماط عابرة في لوحات درامية قصيرة، فلماذا لا يكون "السنونو" منها؟ من بين كلّ الأنماط التي قدمها ياسر العظمة على مدار 40 سنة، اختار "عوني الناكش" الذي جسده في "مرايا 97" تحت إشراف مأمون البني، ضمن لوحة "الرجل الذي يعرف كلّ شيء" وهو خيار يبدو غريباً للغاية، ويمكن اعتباره خياراً غير موفق؛ لأنّ "عوني الناكش" يمثل حالة فائقة من الثبات والاستقرار، فهو يعرف كلّ شيء وكلّ ما يحدث يؤكد كلامه، وقد كان في الحلقة الأصلية محركاً للحدث، ولم تتشكل لديه أيّ لحظة درامية على العكس من الشخصيات المحيطة به. لذلك، فإنّ نجاح "عوني الناكش" في مسلسل "السنونو" يقترن بالضرورة بالمساحة التي تشغلها الشخصية، وهي لن تنجح إلاّ إذا كانت على هامش الحدث؛ وهو أمر يصعب توقعه من ممثل كياسر العظمة، نزعته الفردانية متضخمة.
اليوتيوبر ياسر العظمة
ربما كان مسلسل "السنونو" سيحظى باهتمام أكبر من الجمهور السوري، لو أنّ ياسر العظمة، لم يقم العام الماضي بنشر بعض مقاطع الفيديو على "يوتيوب"؛ فتلك المقاطع قتلت جزءاً كبيراً من اللهفة لعودته، وقدمت نموذجاً واضحاً عن أفكاره؛ التي يمكن وصفها - مع المجاملة - بأنّها أفكار منتهية الصلاحية، تمجّد القيم العليا في المجتمعات الأبوية، وتتعارض مع كلّ الأفكار التحررية.
والغريب أنّ ياسر العظمة في برنامجه على "يوتيوب" بدا شبيهاً بشخصية "عوني الناكش" فهو يتحدث كأنّه الرجل الذي يعرف كلّ شيء، ويحاول أن يفيض بثقافته وعلمه على الآخرين. هذا التشابه قد يكون له دور بنفور الجمهور من شخصية "عوني الناكش".