افتُتحت، مساء أمس الجمعة، الدورة الحادية والثلاثون من أيام قرطاج السينمائية في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة التونسية، بعدد محدود من الضيوف، بعد قرار وزارة الصحة التونسية بألا يتجاوز العدد ثلث طاقة استيعاب مسرح الأوبرا، بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19).
انطلق الحفل عند الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، لأول مرة في تاريخ المهرجان، بسبب حظر التجول المفروض في تونس، لكنه حافظ على بعض تقاليده، ومنها السجاد الأحمر الذي سار عليه ضيوف المهرجان.
كما تميز بعض الضيوف في ابتداع أقنعة للحماية من فيروس كورونا أثارت الكثير من التعليقات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وظهر الممثل التونسي الشاب أحمد الطايع مرتدياً "عجاراً" وهو حلية ذهبية تقليدية، كانت ترتديها المرأة التونسية لتغطية فمها، كما أثارت الانتباه ضيفة أفريقية رسمت على شعرها فيروس كورونا.
وفي كلمته الترحيبية تساءل المدير العام المخرج رضا الباهي "هل هو محظوظ بإدارة هذه الدورة الاستثنائية للمهرجان، أم أنه سيئ الحظ خاصة في ظل الجائحة التي يشهدها العالم"، لكنه أكد قبول المنظمين التحدي وتنظيم المهرجان في هذه الظروف الاستثنائية "انتصاراً للحياة".
بعد الكلمات انطلقت فعاليات الدورة بوصْلة غنائية للفنانة التونسية ليلى حجيج كرّمت فيها فقيدة الأغنية التونسية السيدة نعمة، تلاها تكريم ضيوف المهرجان، حيث خصَّ المخرج رضا الباهي الممثل المصري عبد العزيز مخيون بتكريم لمسيرته الفنية المتميزة، معدداً بعض أعماله ومن أهمها "ليالي الحلمية" و"دكان شحاته" و"بدون ذكر أسماء" و"دم الغزال".
وعن هذا التكريم، قال مخيون، لـ"العربي الجديد"، "سعيد جداً بالحضور إلى تونس، وسعيد جداً بهذا التكريم الذي يحمل الكثير من الدلالات لديّ، خاصة وأنه أتى من قبل سينمائيين تونسيين يحسنون قراءة المشهد الفني العربي، ويدركون مدى الصدق في مسيرة الفنان".
وأضاف "رغم تكريمي في العديد من المهرجانات طيلة مسيرتي الفنية الطويلة، لكنني أعتبر هذا التكريم استثنائياً من قبل واحد من أعرق المهرجانات العربية والأفريقية والدولية".
كما تم تكريم المخرجة التونسية سلمى بكار التي أكدت، لـ"العربي الجديد": "تكريمي اليوم أمر استثنائي في دورة استثنائية. فنحن نعيش ظروفا خاصة جداً بسبب فيروس كورونا عرف معها النشاط الثقافي ركوداً غير مسبوق في التاريخ. فتكريمي في هذه الدورة علامة حياة وانتصار للثقافة والفنان رغم كل شيء".
إثر التكريم أعلنت نتائج مسابقة قرطاج للمحترفين: "شبكة وتكميل"، وهي مسابقة يتقدم إليها مخرجون شبان للحصول على الدعم من أيام قرطاج السينمائية ومن المؤسسات المنتجة للسينما في العالم، وقد حصل على هذا الدعم العديد من المخرجين العرب والأفارقة.
ومنحت جائزة المركز الوطني للسينما والصورة لمشروع les saisons de Jannet لمفيدة فضيلة من تونس، وجائزة fondation maison de Tunisie لمشروع grain de beauté لأمين بوخريص، وجائزة المعهد الفرنسي بتونس لمشروع we are inside لفرح قاسم من لبنان، وجائزة المركز الوطني للسينما والصورة لفيلم Black Médusa لإسماعيل ويوسف الشابي وجائزة OIF لفيلم The sharpness edge of Nature لألكسندر سيبومانا.
وتمّ بشكل استثنائي ولأول مرة في تاريخ المهرجان افتتاح الدورة بعرض ستة أفلام قصيرة لمخرجين من تونس استلهموا أفكار أفلامهم من أفلام سبق أن عُرضت في أيام قرطاج السينمائية، وهي "في بلاد الطرنني" لطارق الخلادي و"السابع" لعلاء الدين بوطالب و"ماندا" لهيفل بن يوسف و"سوداء2" للحبيب المستيري و"الوقت الذي يمر" لسنية الشامخي و"على عتبات السيدة" لفوزي الشلي.
وشهد حفل الافتتاح إجراءات أمنية مشددة حول مدينة الثقافة في تونس، كما استغرب الكثيرون من طريقة إدارة حفل الافتتاح، خاصة من الإعلامي سامي بنور الذي قال إعلاميون إنه ظهر عليه الارتباك وبدا تائهاً على المسرح، مما اعتبروها واحدة من نقاط الضعف في حفل الافتتاح.
يذكر أنّ الدورة 31 وفقاً لمديرها الفني المخرج إبراهيم اللطيف برمجت 34 فيلماً طويلاً و35 فيلماً قصيراً، كما تمت برمجة 22 فيلماً من الأفلام الحاصلة على التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية، وستتوزع مناصفة بين الأفلام القصيرة والطويلة، وهي أفلام تركت أثراً في تاريخ المهرجان، إضافة إلى 14 فيلماً وثائقياً.