تشهد المسلسلات الأكثر جماهيرية حالياً والمعروضة على المنصات، حضوراً قوياً للمرأة في أدوار قيادية. نستعرض في ما يأتي أبرز هذه الأعمال الدرامية:
"بيت التنين"... الحقوق السياسية والجسدية للمرأة
تدور أحداث مسلسل بيت التنين، الذي يحقق نجاحاً على شبكة HBO الأميركية، حول صعود المرأة للحكم وامتلاك أبسط حقوقها في مجتمع ذكوري.
يتابع المشاهد كل أسبوع حلقات العمل التي تحاول فيها رينيرا ترغاريان إقناع السياسيين بأن لها الحق في اعتلاء العرش، كأول ملكة للممالك السبع، وهو ما يرفضه عقل النبلاء والمواطنين العاديين على حد سواء. ومع تواصل عرض العلاقات، يتابع المشاهد كيف تحاول رينيرا تقليد الرجال في كل تفاصيل الحياة، إلى جانب سعيها لامتلاك السلطة على حياتها العاطفية والجسدية قبل تولي العرش.
"خواتم القوة"... المرأة الخارقة
"خواتم القوة" الذي تعرضه منصة أمازون برايم فيديو هو أغلى مسلسل على الإطلاق لناحية الإنتاج، وتلعب فيه مورفيد كلارك دور غالادريل، البطلة المحاربة التي تسعى لمنع الشر من العودة إلى الأرض.
ويتابع الجمهور كيف تستطيع غالادريل هزيمة البشر والوحوش، والانتصار في المعارك، واستخدام السيف والسباحة واتخاذ قرارات حاسمة لم يستطع الرجال اتخاذها.
"سي"... الحكم للمرأة بلا نقاش
عاد مسلسل SEE في موسم ثالث وأخير على منصة آبل تي في بلس، ليتواصل فيه الصراع على مواضيع عدة باستثناء حق المرأة في السلطة.
ورغم أن المسلسل يشهد صراعاً من أجل البقاء، بالنسبة إلى المبصرين الذين يتعرضون للاضطهاد من قبل ممالك العميان، إلا أن هذه الممالك لا تجد حرجاً من أن تتولى المرأة السلطة.
وفي المسلسل حكمت سيبيث وماغرا مملكتيهما من دون نقاش حول أحقيتهما بسبب أنهما امرأتان، بينما كان النقاش حول مسائل أخرى تتعلق بالحرب والمخاطر والخطط.
وبالرغم من شراسة الصيادين، إلا أنهم لم يعترضوا على حكمهم من قبل سيبيث، كذلك بالرغم من الاعتراضات على معاهدة السلام أو قرارات الإعدام التي تبنتها الملكة ماغرا، لكن لا أحد اعترض على كونها امرأة تحكمهم.
وباختصار، يبدو حكم المرأة في المسلسل أمراً مُسلَّماً به ولا نقاش حوله، ولا يبدو شيئاً غريباً في ذلك المجتمع، ربما لأن الأحداث تحصل في المستقبل وليس في الماضي.
"شي هالك"... نسخة أنثوية لبطل ذكر
تعرض منصة ديزني بلس مسلسل شي هالك الذي يدور حول جينيفر والترز، التي تعيش حياة معقدة كمحامية في الثلاثين من عمرها، ويصادف أن تكون وحشاً أخضر قوياً يبلغ طوله نحو مترين.
و"شي هالك" هي النسخة النسائية من شخصية هالك من عالم مارفل السينمائي، وهو الرجل الأخضر الضخم المعروف بمواجهته لقوى الشر إلى جانب فريق أفنجرز.
ترحيب بالحضور النسائي
في عمود لأليسا روزنبرغ في صحيفة واشنطن بوست، تقول إن "بيت التنين"، مثل "صراع العروش"، "يستكشف القهر العنيف للنساء وتشويه الحياة الجنسية في مجتمع إقطاعي كاره للنساء".
وتنقل وكالة رويترز عن مورفيد كلارك بطلة "خواتم القوة" أن دور غالادريل منحها الفرصة لاستكشاف الأعمال المثيرة التي تُظهر قوة شخصيتها في مجتمع يهيمن عليه الذكور تاريخياً.
وقالت كلارك خلال مقابلة: "الجندر ليس هو نفسه في الأرض الوسطى (التي تدور أحداث العمل فيها) إذ لأنني ألعب شخصية يمكنها أن تقضي جسدياً على أي رجل من حولها... كان من الممتع حقاً محاولة تجسيد شخصية تتمتع بقدر كبير من القوة البدنية".
من جهتها، تقول صحيفة ذا غارديان إن مسلسل "شي هالك" يظهر كيف على الشخصية الرئيسية الظهور بمظهر البطلة الخارقة طوال الوقت، والحواجز التي يتعين على النساء القفز من خلالها في العمل، وشكوك زملائها في أنها غير مؤهلة.
اعتراضات النقاد والجمهور
تمكين المرأة في هذه المسلسلات لم يعجب الجميع. بحسب أرقام قاعدة بيانات الأفلام في الإنترنت IMDb، لم يتجاوز تقييم مسلسل شي هالك 5.1 من عشرة، وذلك بناءً على آراء 58 ألف مشارك، أغلبيتهم الساحقة من الرجال.
و36.2% من مجموع المشاركين في التصويت، أي أكثر من 21 ألفاً منهم، لم يمنحوا المسلسل سوى نقطة واحدة من أصل عشر نقاط.
ولوحظ أن النساء منحن المسلسل علامة أعلى من الرجال. إذ منحته النساء علامة 7.0، بينما منحه الرجال 5.0.
لكن الغلبة كانت للرجال بحكم أنهم تجاوزوا النساء من حيث عدد المصوتين بالضعف عشر مرات.
ويبدو التصويت أسوأ خارج الولايات المتحدة منه في الداخل، إذ منحت نخبة المصوتين داخل الولايات المتحد المسلسل 5.5 نقطة، بينما منحته نخبة المصوتين خارجها 4.9 نقاط فقط.
بعض النقاد لم يعترضوا على وجود المرأة القوية بحد ذاته، بل قدموا ملاحظات على تفاصيل فنية. مثلاً، انتقد عمود رأي في مجلة فوربس للمتعاون إريك كين، شخصية غالادريل، قائلاً إن وجهها ضعيف التعبير لا يحمل سوى درجات مختلفة من العبوس، وتملأه ملامح الحيرة والتحديق في الناس.
وبحسب ذات المصدر، في "خواتم القوة"، يبدو أن غالادريل لم تكتسب أي مهارات بشرية على الرغم من أن عمرها آلاف السنين، وهي "من الكائنات القليلة الباقية التي عاشت خلال العصر الأول وشاهدت الشجرتين. ومع ذلك، فهي تتصرف كمراهقة قذرة"، يقول كين.
واعتبر المقال أن غالادريل حلقة ضعيفة، "وبينما أنا متأكد من أن مورفيد كلارك ممثلة جيدة، إلا أنها ليست مقنعة في دور غالادريل". لذا، بحسب الكاتب "مع إعداد غالادريل كبطلة أساسية في مسلسل من خمس مواسم، أعترف بأنني بدأت أشعر بالقلق".