بمشاركة سورية، تنطلق اليوم الأربعاء الدورة 38 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والتي تحمل اسم الفنان محمود حميدة، وتستمر حتى 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
وتشارك المؤسسة العامة للسينما في سورية (تابعة لحكومة النظام السوري) بـ5 أفلام ضمن المهرجان، من بينها الفيلم الروائي الطويل "حكاية في دمشق" (2021)، الذي يحضر في المسابقتين الرسمية والعربية لأفضل فيلم روائي طويل.
والفيلم عن نص الكاتبة سماح قتال، ومن إخراج أحمد إبراهيم أحمد، في ثاني تعاونٍ يجمع بين الأخير وبين المؤسسة العامة للسينما في سورية، بعد فيلمه الأول "ما ورد".
ويؤدّي دور البطولة فيه كلّ من غسان مسعود، وجيانا عنيد، ولجين إسماعيل، ورنا كرم. ويحكي الفيلم قصة شابة تعيش في قلب دمشق القديمة تدعى لينا، والتي تقرّر جدّتها أن تورثها بيتها الدمشقي التراثي دوناً عن بقية العائلة، لاعتقادها أنّها خير من يحميه من أي تغيير.
كذلك، يشارك الفيلمان الروائيان الطويلان "أيام الرصاص" (2022)، من تأليف وإخراج أيمن زيدان، و"الحكيم" (2021)، إخراج الفلسطيني السوري باسل الخطيب، في مسابقة الفيلم العربي.
ويعدّ "أيام الرصاص" ثالث فيلمٍ روائيٍ طويل لأيمن زيدان، الذي يحاول أن يستكشف كيف أثّرت الحرب على المجتمع السوري، عبر تتبّع شخصيات عاشت تقلبات الحياة بقسوتها وجبروتها وآلامها. ويؤدّي دور البطولة إلى جانب زيدان كلّ من سعد مينا، وحازم زيدان، وعلاء قاسم، ولمى بدور، وجود سعيد.
وكان زيدان قد أخرج فيلمين سابقين هما "أمينة" (2018) و"غيوم داكنة" (2020)، حيث حضرت الحرب بشكلٍ غير مباشر كخلفية للأحداث.
وشارك "أمينة" في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، وحاز جائزة أحسن إخراج في مهرجان مكناس السينمائي للفيلم العربي. أمّا "غيوم داكنة" فقد حصل على جائزة القدس للإنتاج الفني من مهرجان الإسكندرية.
أمّا فيلم "الحكيم"، فتدور أحداثه في بلدة سورية ريفية، يعيش فيها طبيب يسخّر وقته وطاقته لخدمة أهلها، وبالتالي يصير "حكيماً" يلجؤون إليه في كلّ صغيرة وكبيرة من شؤونهم، ويحاول النص أن ينقل أثر الدمار الاجتماعي والأخلاقي الذي خلفته الحرب. أخرج باسل الخطيب الفيلم عن نصّ للكاتبة ديانا جبور، وهو من بطولة دريد لحّام، وربى الحلبي، وروبين عيسى، وليا مباردي، وإيلين عيسى، وتسنيم الباشا، ومحمد قنوع، وأحمد رافع، ورامي الأحمر.
سبق للحام والخطيب أن اجتمعا في فيلم "دمشق ـ حلب" عام 2018، والذي حقّق جائزتين في مهرجان الإسكندرية السينمائي هما: أفضل فيلم متكامل، وجائزة التمثيل الكبرى التي نالها دريد لحام.
في مسابقة الفيلم الروائي القصير يشارك "صدى بارد" (2021)، سيناريو وإخراج أريج دوارة، عن قصة كتبتها جهينة العوام، يحاول فيه سيزار عبد القادر، وريم زينو، وغدير درويش، أن يعكسوا معاناة أطفال سورية خلال الحرب.
يشارك أيضاً الفيلم الروائي القصير "مدينة الملاهي" (2021)، وهو من كتابة وإخراج نور خير الأنام. تتقاطع في الفيلم أقدار ثلاث شخصيّات، ويصير خلاص كلّ واحدٍ بينهم سبباً في معاناة الآخرين. وهو من بطولة سامر عمران، والفرزدق ديوب، ومحمد وحيد قزق، وفوزي بشارة.
وتحتكر المؤسسة العامة للسينما في سورية استيراد الأفلام وتُمارس دوراً رقابياً ومُنافساً للقطاع الخاص. وفي التسعينيات، بدأت مرحلة إنتاج الفيلم الواحد لمجموعة من المخرجين المحسوبين على المؤسسة، تسبب ذلك في تباطؤ الإنتاج السينمائي، مع ذلك حافظت الأفلام القليلة على مستوى فني جيد، مع وصول عدد من المخرجين الذين درسوا في الخارج، ووظفوا خبرات وتقنيات جديدة.
وفي هذه الفترة، اضمحل حضور القطاع الخاص في السينما، واتجه القائمون عليه نحو الدراما التلفزيونية، التي شهدت إنتاجا مُتصاعداً، وإقبالاً من المحطات العربية مع انطلاق المحطات الفضائية.
ومع اندلاع الثورة السورية انقسمت السينما ومعها السينمائيون إلى قسمين؛ "سينما النظام"، التي إما خضعت لرقابته الصارمة أو لمحاولات توظيفها من أجل الدعاية السياسية، وسينما "المعارضة"، التي اتخذت في معظمها الطابع الوثائقي.