تفيد إحصائيات رسمية تونسية نُشرت نهاية عام 2018 بأن نسبة النساء ضحايا العنف الجنسي في البلاد تبلغ 43.8 في المائة، وبأن 90 في المائة من النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي تعرضن له في وسائل النقل العمومي أو الأماكن العامة، كما تعرضت 75.4 في المائة من التونسيات للتحرش الجنسي من قبل زملاء لهن في العمل.
يعرّف القانون التونسي التحرش بأنه "الإمعان في مضايقة الغير بتكرار أفعال أو أقوال أو إشارات من شأنها أن تنال من كرامته، أو أن تخدش حياءه، وذلك لحمله على الاستجابة لرغباته، أو رغبات غيره الجنسية، أو ممارسة ضغوط عليه من شأنها إضعاف إرادته على التصدي لتلك الرغبات". ويعاقب على التحرش الجنسي كجريمة بالسجن لمدة عام، أو بغرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف دينار (ألف دولار أميركي).
وفي هذا السياق، بذل مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" جهوداً في تطوير تطبيق SafeNess، للمساعدة في حماية النساء من العنف المسلط عليهن. والآن، سيصبح التطبيق متاحاً لمن يعانين من إعاقة بصرية أو سمعية أو في النطق.
تقول الصحافية لبنى النجّار، من مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر"، إن "المشروع يندرج في إطار دعم النساء والفتيات، ليكن فاعلات في الحياة السياسية والعامة، ولضمان تمتعهن بحقوقهن كاملة، ومن بينها حقهن في التنقل بأمان". وتشرح النجار، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن تطبيق SafeNess أطلق عام 2020، للمساهمة في حماية النساء في الأماكن العامة، وذلك عبر تحميله على الهواتف العاملة بنظامي "أندرويد" و"آي أو إس". وتوضح أن عدد المستخدمات وصل إلى نحو 20 ألفاً، بين تونس والمغرب والأردن.
كيف يعمل تطبيق SafeNess؟
أولاً، على المستخدمة تحميل التطبيق من متجر تطبيقات "آبل" أو "أندرويد"، ثم التسجيل بإدخال رقم الهاتف، وإضافة خمسة أشخاص موثوق بهم وأرقام هواتفهم. لإطلاق المنبه وطلب النجدة، على المستخدمة الضغط على زر أحمر يظهر في أسفل يمين الشاشة. هكذا، يتم إخطار الأشخاص الموثوق بهم كلهم، عن طريق رسالة قصيرة توجه إليهم بعد الضغط على الزر وتشغيل التسجيل الصوتي تلقائياً، وكذلك حفظ إحداثيات "جي بي إس" لموقع الخطر أو الاعتداء والساعة والتاريخ. يمكن إيقاف التنبيه عبر النقر فوق زر الإغلاق. كذلك يمكن الاطلاع على كافة معلومات التنبيهات السابقة في سجل التنبيه.
جديد تطبيق SafeNess الذي سيدخل حيز التنفيذ نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي هو توسيع دائرة مستخدماته، في إطار شراكة مع جمعية إبصار لدعم قدرات ذوات الإعاقة البصرية. وفقاً للبنى النجار، سيضاف إلى التطبيق "قارئ تدفقي" (stream reader). وبدلاً من حاجة المستخدمات إلى الضغط على الزر لطلب النجدة، يمكنهن الاكتفاء بتحريك الهاتف 3 مرات، ليتولى تنبيه الأشخاص المدرجين في قائمة الموثوق بهم.
ووفقاً للنائب والمستشار في اتحاد المكفوفين في محافظة باجة حاتم العكرمي يقدّر عدد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية بـ56 ألفاً في تونس، وعدد التونسيين الذين يعانون من ضعف البصر يقدر بـ160 ألفاً، 45 في المائة منهم من النساء.
يذكر أن مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" الإقليمي غير الحكومي أنشئ سنة 1993، ويسعى للمساهمة "في بيئة عربية يتساوى فيها الرجال والنساء على مستوى الحقوق والممارسات، وتتلاشى فيها كل مظاهر التمييز والعنف والفوارق بين الجنسين، حيث يعمل الرجل والمرأة معاً من أجل الرفاه الإنساني للجميع وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان والنوع الاجتماعي"، وفق ما يشير عبر موقعه الإلكتروني الرسمي.