هل يمكن تغيير المستقبل من خلال العودة إلى الماضي؟ لا يزال هذا السؤال حاضراً بكثافة في الأعمال السينمائية والدرامية، ويأخذ مساحة لا بأس بها في أعمال الأنمي خلال السنوات الماضية، في الخيال العلمي والفانتازيا، وغالباً ما تكون الغاية إعادة شخص قد توفي. أخيراً، انضم مسلسل Summer Time Rendering إلى أعمال أنمي أخرى لمحبي هذا النوع.
من الحلقة الأولى، لا يبدو كأننا سنشاهد عودة في الزمن، فأسلوب الرسم المشرق، والأجواء الواقعية والبعيدة عن أي تجارب علمية أو فانتازيا، توحي بأنمي شريحة من الحياة ومغامرات، وربما بعض البوليسية بسبب الحدث الرئيسي، لنكتشف لاحقاً أن العمل فانتازي في نهاية الحلقة أخيراً.
يعود شينبي آجيرو إلى مسقط رأسه، جزيرة هيتوغاشيما، لحضور جنازة أوشيو الميتة غرقاً، صديقة طفولته وابنة العائلة التي تكفلت به بعد وفاة والديه. بعد الجنازة، تخبره ميو، شقيقة أوشيو الصغرى، أنها وأختها الراحلة رأتا شبيهة أوشيو أو ظلها. وبحسب الأسطورة، كل من يرى ظله يموت. والظل في الأسطورة، هو مخلوق يحمل شكل الشخص الذي استنسخه وذاكرته بأكملها، ويقتل الأصلي ليحل محله، ويقال إنه داء أصاب هذه الجزيرة في حقبة إيدو.
في اليوم نفسه، يتلقى شينبي معلومات من ابن الطبيب الشرعي للجزيرة، تفيد بأنهم قد وجدوا آثار خنق على رقبة أوشيو المتوفاة. يقرر شينبي البحث في معبد الإله المتعلق بالأسطورة، ليجد جثة امرأة التقى بها في المركب، وميو أخرى تحاول قتل ميو الأصلية، وتقتله هو كذلك. بعد قليل، يعود شينبي إلى اللحظة التي كان فيها في المركب قبل وصوله إلى الجزيرة.
هل يمكن إعادة أوشيو التي ماتت أصلاً قبل وصوله؟ نقطة عودة شينبي لا تسمح بذلك. وأكثر من هذا، تختلف هذه النقطة كل مرة يعود فيها، أي في كل عودة يتقدم الزمن قليلاً مثل لعبة فيديو، ليدرك شينبي أن هناك حدّاً لهذه العودة في الزمن. وعند وصوله إلى الحافة الزمنية، فإن موته يعني موتاً حقيقياً وليس عودة في الزمن.
اكتشافات قليلة
مثل Tokyo Revengers، حبكة العودة في الزمن هذه هي طريقة لعرض أقل قدر من المعلومات في كل حلقة، لضمان تشويق أكبر. تستفيد الشخصيات من المعلومات في الحاضر في مدة زمنية هي أقل من ثلاثة أيام، لصالح التحقيق في الماضي بدلاً من محاولة تغيير حدث ما، ورؤية ما سيتغير في الحاضر/ المستقبل مثل العادة. كل حلقة في الماضي توسّع الصورة أكثر فأكثر، لمعرفة مصدر الظلال وغايتهم.
هل كان يمكن تقديم Summer Time Rendering بحبكة مختلفة، من دون العودة في الزمن؟ ستتغير بعض التفاصيل، لكن ذلك ممكناً بالتأكيد، فهو ليس عالم لعبة فيديو مثل Re:Zero، ولا خيال علمي مرتبط باختراع ما مثل Steins;Gate. قصة Summer Time Rendering متكاملة بالفعل بالفانتازيا المرعبة فيها، من دون الحاجة إلى العودة في الزمن. ويمكن تقديمها بزمن خطي مع التخلي عن موت الشخصيات المتكرر. لكن حبكة العودة في الزمن، هي ما أكسبت العمل قيمته الأكبر: التشويق. كما سمحت بتضمن العنف والدموية والموت والخيانة والصدمات، من دون أن تتخلى عن الشخصيات التي يمكن إنقاذها، مع الإبقاء على قلق ألا يعود البطل في وقت مناسب تكون فيه هذه الشخصيات حية عند اقترابه من الحافة الزمنية.
لا يحتاج الأبطال إلى 25 حلقة لمعرفة كل شيء. فشيء كهذا يعني الوقوع في فخ الورقة الرابحة الوحيدة للتشويق، وهذا ما لم يحدث. في وقت لاحق يتحول الأمر إلى اكتشافات قليلة، وقتال أكثر.
طوّع الكاتب للقتال كثيراً من الصدف والقدرات الغريبة والشخصيات المساعدة شيئاً فشيئاً في كل حلقة، ليصبح القتال ممكناً، مع رشاقة إدخال هذه الإمكانات إلى عالم الأنمي. كانت مبالغات كبيرة أقدم عليها المؤلف، ليجعل من الحرب مع كائن بقوة إله ممكنة. خلق المؤلف إمكانات مختلفة تجعل من حل أي شيء ممكناً، وذلك لم يخلق ثغرات سيئة في العمل، لأن أساس قوة العودة في الزمن للبطل هي إلهية، ولا تتبع لأي قوانين خيال علمية، أو قوانين ألعاب فيديو. هذه القدرة الإلهية يمكنها أن تخبئ المزيد من القدرات وتجعل من الأمر يبدو منطقياً.
إلى إيدو وهيروشيما وناغازاكي
بالقدرة الإلهية نفسها، أو قدرة المخلوق فوق الطبيعي الذي يشبه الآلهة، نرى أبعد من الأيام الثلاثة التي تدور ضمنها الأحداث. فمن ذاكرة المخلوق الغريب، يمر المؤلف على المآسي التي حلّت باليابان، مثل المجاعة قبل 300 عام، وأيضاً مأساة هيروشيما وناغازاكي، على شكل غارات تخرج من ذاكرة المخلوق والطفلة التي يتلبسها. ومع ارتباط المجاعة بالقصة بشكل أساسي، لم تكن الغارات الجوية سوى استذكار للمأساة، من دون أي ارتباط بالقصة، ومن دون داعٍ سوى إضافة بعد درامي أكبر، وربما تذكير الناس بما حدث كما في العديد من أعمال الأنمي الياباني التي تناولت هذه الذكرى.
خدمة المعجبين
واحدة من الأمور التي تؤخذ على الأنمي هي خدمة المعجبين في عمل لا يحتمل ذلك. خدمة المعجبين هي إضافة بعض المشاهد المثيرة جنسياً، وتكون بأشكال مختلفة، مثل شخصيات نسائية بصدور ذات حجم كبير جداً، أو ملابس مثيرة، أو بعض الإيحاءات في المشاهد.
من الحلقة الأولى، نصطدم بمشهدين من هذا النوع بالفعل، وهذه الحلقة بالذات هي ما لا تحتمل شيئاً كهذا، إذ يفترض أن الشخصيات في حالة حداد. في أوقات أخرى، تزداد هذه المشاهد لكن ليس إلى الحد الذي يمكن تصنيف الأنمي به "إيتشي"، والأخير هو نوع أنمي يعتمد بالكامل على خدمة المعجبين هذه، وليس إباحياً في الوقت نفسه. مع ذلك، ربما كان الهدف من هذه المشاهد في الحلقة الأولى هي منع حالة الحزن، وهذا ما كان بالفعل، فرغم المأساة الحاصلة، لم تكن الحلقة مثيرة لمشاعر الحزن، بل تميل إلى المرح رغم ذلك.
استنكر بعضهم وجود هذه المشاهد، بالإضافة إلى الدموية، بسبب عرض الأنمي على منصة ديزني، وهي منصة جمهورها من الأطفال، بينما تختلف الفئات العمرية لمتابعي الأنمي الياباني. جعل هذا كثيراً من المتابعين يتساءلون في مراجعات على "يوتيوب": ألم تنتبه "ديزني" إلى كل هذا؟ أم أنها لا تكترث فحسب؟