شددت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، على رفض أي تعديل على مبادرة السلام العربية كما وردت وكما اعتُمدت في المرة الأولى في القمة العربية في بيروت، وكما اعتمدت في القمم العربية والإسلامية اللاحقة، وخطة خارطة الطريق، وخاصة ما نصت عليه بإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وثمّنت الحكومة الفلسطينية، في بيان أعقب جلستها الأسبوعية، "وقوف مصر الدائم إلى جانب الشعب والقضية الفلسطينية، وجهودها الصادقة ومساعيها المتواصلة لتسوية القضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل وسلام دائم وشامل يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس".
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، اختيار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المؤتمر الصحافي الذي جمعه بوزير دفاعه الجديد، أفيغدور ليبرمان، لإطلاق مواقف تضليلية جديدة من خلال دعوته إلى "تعديل مبادرة السلام العربية، وأنها تتضمن عناصر إيجابية"، استكمالاً لمساعي نتنياهو وحكومته الهادفة إلى عرقلة الجهود الدولية والإقليمية لإطلاق عملية سلام جدية، وفي مقدمتها المبادرة الفرنسية.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، أن هذه التصريحات تأتي ترجمة لمواقف الحكومة الإسرائيلية الرافضة لأية مظلة، أو لجان دعم دولية، ترعى عملية السلام والمفاوضات، كما تقع هذه التصريحات "في سياق حملة العلاقات العامة التي يحاول نتنياهو من خلالها تحسين صورة ائتلافه اليميني المتطرف، بعد اختياره ليبرمان وزيراً للجيش".
وأبرزت أن حكومة نتنياهو تحاول الترويج بأن "بوابة التطبيع" هي ممر إلزامي يجب المرور فيه أولاً، قبل الحديث عن حل للصراع مع الفلسطينيين، موضحة أن تصريحات الرئيس محمود عباس، في كلمة له أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في 28 من الشهر الجاري، أنه "بمناسبة الحديث عن مبادرة السلام العربية، نريدها كما وردت، وكما اعتمدت في أول قمة في بيروت، وكما اعتمدت في عشرات القمم العربية والإسلامية، ووردت في خارطة الطريق، وأن البداية أن تقبل بها إسرائيل، وتبدأ بتطبيقها، ثم بعد ذلك يمكن للدول العربية أن تطبع علاقاتها معها، وليس العكس".
في شأن آخر، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في تصريحات له اليوم، على تقديم وثائق لوفد أعضاء من الحزب الوطني في الكونغرس الأميركي عن انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي والإعدامات اليومية والاعتقالات واقتحامات المسجد الأقصى، وهدم المنازل، وتأثير جدار الفصل العنصري والاستيطان على حياة الشعب الفلسطيني، "فيما تم إطلاع الوفد الذي يزور فلسطين للمرة الأولى، على آخر التطورات في الساحة الفلسطينية والإقليمية".