ونشرت الرئاسة الجزائرية بيانا ذكرت فيه أن "الرئاسة الجمهورية تفند بشكل قطعي التصريحات التي تناقلتها يومي السبت والأحد الصحافة الإلكترونية واليومية، والتي مفادها أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خص الأستاذ فاروق قسنطيني باستقبال، وتطرق معه إلى المسائل المتعلقة بالوضع الراهن، وبالآفاق المستقبلية، ورئاسة الجمهورية".
والسبت، أطلق الرئيس السابق للهيئة الاستشارية لحقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، سلسلة تصريحات لقنوات ومواقع إخبارية وصحف، بينها "العربي الجديد"، كشف فيها عن رغبة الرئيس الجزائري في الاستمرار في الحكم والترشح لولاية رئاسية خامسة في انتخابات ربيع 2019.
والسبت، قال قسنطيني لـ"العربي الجديد": "التقيت الرئيس بوتفليقة قبل أسبوع، وأنا متعود على لقائه بين الفترة والأخرى كلما سمحت لنا الظروف بذلك، والحقيقة أنه عبر لي بوضوح عن رغبته في الاستمرار في الحكم والترشح لعهدة رئاسية خامسة".
وأضاف قسنطيني، الذي تعود علاقته مع بوتفليقة إلى أكثر من ثلاثة عقود: "الرئيس عبر عن رغبته في أن يستمر في الحكم، وأعتقد أن هذا من حقه، ولا يتعارض مع الديمقراطية.. الشعب وحده من سيقرر إذا أراده أن يستمر أم لا".
وكشف قسنطيني في السياق عن آثار الوعكة الصحية التي ألمت ببوتفليقة منذ أبريل/ نيسان 2013 وما زالت ظاهرة عليه، قال قسنطيني: "أنا بقيت مع الرئيس في جلسة لأكثر من ساعة وعشرين دقيقة، ولم ألمس أية تداعيات يمكن أن تمنع الرئيس بوتفليقة".
وأضاف: "بخلاف كل التحاليل التي أسمعها وأقرأها عن صحة الرئيس، فأنا تحدثت إلى رجل كان يحلل الوضع السياسي والاقتصادي بشكل لا يثير لدى المستمع أي تخوف بشأن صحة الرئيس، ما عدا صوته الخفيف وعدم قدرته على تحريك رجليه بشكل كامل".
ويبدو أن تصريحات قسنطيني أزعجت الرئاسة الجزائرية، خاصة ما تعلق بحديثه عن الترشح لولاية رئاسية خامسة، لكن التكذيب الرئاسي لم يزل الغموض بشأن صحة لقاء قسنطيني بالرئيس من عدمه، خاصة وأن هناك انحيازا كبيرا للرأي العام والوسط الإعلامي لتصديق رواية فاروق قسنطيني، أكثر من تصديق بيان الرئاسة، بالنظر إلى أنه قضى 15 سنة على رأس الهيئة الاستشارية التابعة للرئاسة لحماية حقوق الإنسان، ويتمتع بعلاقة شخصية مع بوتفليقة، فضلا عن أنه لا يملك أي دافع إلى اختلاق لقاء بينه وبين الرئيس.