حدّدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أولويات مهام سياستها الداخلية، ومنها سعيها لتشكيل حكومة مستقرة يمكنها العمل على زيادة الاستثمار في الأمن والصحة والتعليم والحد من التفاوت الاجتماعي، قبل أن تشدد على أهمية تماسك المجتمع الألماني.
وجاء كلام المستشارة الألمانية في خطابها الـ13 بمناسبة العام الجديد، والذي نقلت وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة بعضا منه، اليوم الأحد، على أن يبث كاملا مساء.
وتحدثت ميركل هذا العام كمستشارة، إنما من دون حكومة سليمة، وفي ظل شد الحبل الحاصل حول إمكانية إعادة "الائتلاف الكبير" مع حليفها الحكومي السابق الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعد فشل محادثات جامايكا مع الحزب الليبرالي الحر والخضر.
واعتبرت المستشارة الألمانية أن "البعض يتحدثون عن المخاوف بشأن تماسك مجتمعنا، وقلقون من تنامي العنف والجريمة، وينتابهم الشك حيال إدارة وتنظيم ومراقبة ملف الهجرة، والبعض الآخر يثني على التنوع والانفتاح، وأن ألمانيا دولة رائعة وناجحة اقتصاديا. وكلاهما واقع: النجاح والثقة، وأيضا المخاوف والشكوك، إنما كلاهما حافز بالنسبة إلي".
واعتبرت أن "للسياسيين مهمة العناية بتحديات المستقبل، وتلبية احتياجات جميع المواطنين"، لافتةً إلى أنها مضطرة إلى الوفاء بهذه المهمة، خاصة العمل من أجل "حكومة مستقرة لألمانيا في العام الجديد، لأن العالم لا ينتظرنا".
وأضافت "الآن يجب تهيئة الظروف التي تضمن استمرار ازدهار ألمانيا خلال الخمسة عشر عاما، وهذا يعني المحافظة على الوظائف القائمة والتعليم، وخلق فرص عمل جديدة للمستقبل، وعليه ينبغي دعم الشركات في مجال البحث والتطوير والتكنولوجيات، وأن تكون الدولة رائدة في مجال الرقمنة".
من جهةٍ أخرى، رأت المستشارة أن "اقتصاد السوق الاجتماعي يمكن أن يكون بوصلة للمستقبل، واعتباره المبدأ التوجيهي الذي يحقق النجاح الاقتصادي حتى في أوقات التقدم الرقمي، انطلاقا من أنه ينبغي أن تكون الأسر مركز الاهتمام والارتياح المالي، حتى تتمكن من التوفيق بين الحياة الأسرية والعمل بشكل أفضل، ومن أن تكون الرعاية جيدة وكريمة، عبر توفير ظروف معيشية متساوية، سواء في المدن أو في الريف".
وفي الشأن الأوروبي، شددت ميركل على أن "مستقبل ألمانيا مرتبط ارتباطا وثيقا بمستقبل أوروبا.. هناك 27 دولة تحتاج، أكثر من أي وقت مضى، للعمل كمجتمع، وأن نمثل القيم الأوروبية بالتضامن والثقة بالنفس".