رغم الأصوات المتصاعدة داخل كتلة "النهضة" التونسية الرافضة لبقاء رئيسة هيئة "الحقيقة والكرامة" سهام بن سدرين في موقعها، على غرار المكلفة بملف العدالة الانتقالية في الحزب يمينة الزغلامي، فإن الكتلة التزمت بموقفها العام القاضي بدعم بن سدرين، ورد "الندائيين" عنها.
ومثلت الجلسة العامة، مساء أمس الثلاثاء، حلبة لتبادل النيران الصديقة بين الكتلتين لتقسمهما بين داعم ورافض لمسار العدالة الانتقالية.
وفي خطوة مباغتة، استبقت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة اللوم على تأخر تقديم تقريرها المالي وكشف أشغالها لرئيس البرلمان محمد الناصر، وسارعت لعرضه عليه سويعات قبيل مناقشة ميزانيتها على الجلسة العامة. وتفادت بذلك أيضاً أن يكون حجة عليها خلال مساءلتها من قبل النواب.
ويبدو أن النائب والقيادي بحزب "النهضة" حسين الجزيري، قد انتهز الفرصة ليعبر عن الموقف الحقيقي للحركة من المصالحة والعدالة الانتقالية، عندما توجه لنواب "نداء تونس" أكبر مناهضي رئيسة الهيئة بالقول: "أعطيناهم وصوتنا لهم لصالح المصالحة مع الفاسدين، وتركوا للهيئة ضحايا الاستبداد، وعندما أصرت النهضة على التفرقة بين ضحايا الاستبداد وبين من أنتجه كان موقفنا ذكياً وفي صميم العمل السياسي، لا يمكن الجمع بين الجلادين وضحاياهم".
واستطرد الجزيري في شرح الموقف، قائلاً إنّ "النهضة غير راضية على هيئة الحقيقة والكرامة"، ليوجه نيرانه بطريقة غير مباشرة للنداء، قائلا إن "نزوع البعض نحو الشخصنة غير غريب عليهم إذ طالما تذللوا للأشخاص وفي المقابل استكثروا على الهيئة ميزانيتها التي قد يبذرها البعض في سهرة خاصة".
في المقابل، وصف رئيس كتلة "نداء تونس" سفيان طوبال مداخلة الجزيري بـ"كيل التهم للندائيين، ومجرد استعراض إعلامي ليس أكثر، وأن النداء لا حاجة له لتلقي دروس من أي كان".
واسترسل طوبال قائلاً إن "النداء لا يعارض العدالة الانتقالية وإنما له خلافات مع بعض الأطراف داخل هيئة الحقيقة والكرامة"، فيما تكفلت النائب هالة عمران بتوضيح موقف الحزب من الهيئة.
وبينت أن "بن سدرين لم تقدم شيئاً لا من ناحية التعويض ولا جبر الضرر ولا المكاشفة، بل تحولت هي إلى محل تساؤل حول طريقة عملها، وانحازت لتكريس الحقد والتقسيم وحرفت التاريخ لفائدة شركائها، ورد الجميل لهم وإظهارهم في صورة الضحايا"، في تلميح للنهضة.