وأوضح اشتية، في كلمة له خلال ندوة سياسية في رام الله، اليوم، أن "خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة في العشرين من الشهر الحالي، سيكون خطابا نوعيا وبنبرة جديدة".
وأضاف اشتية، في تصريح لـ"العربي الجديد" على هامش الندوة: "لا نريد أن نتحدث عما يريد الرئيس قوله في الخطاب، لكن كل خطاب للرئيس هو خطاب هام، يرسم ملامح مرحلة ويشخص أين موقفنا".
من جهة ثانية، قال: "نحن مستكملون عملية تدويل الصراع ومستكملون جهدنا بعضوية المؤسسات الدولية وفي المحكمة الجنائية الدولية، وفي مؤسسات الأمم المتحدة"، مؤكدا أن "المسار السياسي الذي لا يتحدث عن إنهاء الاحتلال، وكذلك المسار الزمني، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم وجود وسيط نزيه، فإنه لن ينجح".
وأضاف: "نحن نأخذ بعين الاعتبار أن الإدارة الأميركية ما زالت في مزاج الاستماع، ونأمل أن تنتقل إلى مرحلة الحديث، ولكنه حديث مستند إلى العدالة للشعب الفلسطيني"، مبرزا: "إذا لم ينجح المسار السياسي فنحن مستمرون بمسارنا الدولي، من أجل أن يترجم بجدية، الولايات المتحدة ليست كل العالم".
وحول لقاء عباس بترامب قبيل خطاب عباس في الأمم المتحدة، قال اشتية: "أعتقد أن هذه اللقاءات ليست لقاءات من أجل النقاشات السياسية وللتفاصيل، لأن الأساس هو الفريق الأميركي الموجود، والذي يفاوض عن ترامب"، وأن "الملف السياسي لدى الإدارات الأميركية السابقة كان موجودا في وزارة الخارجية الأميركية، لكن ما يميز إدارة ترامب أن الملف السياسي موجود لدى الرئيس وفريقه، وهو أمر مهم بالنسبة لنا".
وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، ذكر أن "حركة حماس تحدثت في بيان لها أنها جاهزة بما يتعلق بثلاث قضايا تحدثنا عنها، وهي إلغاء اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوحدة الوطنية وفرض سلطة السلطة وإجراء الانتخابات، نحن نريد هذه القضايا للتنفيذ وليست للنقاش"، فيما أشار إلى أنه لن يكون هناك لقاء مع حركة حماس في القاهرة.
وخلال الندوة، تحدث المتحدث ذاته عن الفرضيات التي أقيمت عليها السلطة عام 1993، وقال إن "هذه الفرضيات لم تعد قائمة، وهي أن هذه السلطة كانت انتقالية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولم يبق من اتفاق أوسلو إلا المقاس، وإسرائيل ألغت بنودها، ونحن ذاهبون إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني قبل نهاية العام الجاري، من أجل حوار حول برنامج سياسي متوافق عليه".
ونوه القيادي الفتحاوي إلى أن السلطة حينما أقيمت كانت تخدم 3 أطراف هي "المجتمع الدولي، والشعب الفلسطيني، وإسرائيل، وفي ظل ما يجري سيصبح الشعب الفلسطيني المستفيد الأقل منها، لذا يجب أن يتم كسر الأمر الواقع، ولكن ليس بإلغاء السلطة التي هي نتاجات نضال الشعب الفلسطيني، ولكن يجب تحويلها من سلطة خدمات إلى سلطة تقود المقاومة الشعبية ضد الاحتلال".
ولفت إلى أن "هذه السلطة هي سلطة بلا سلطة، وهي التي تم تأسيسها عام 1993، واعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم الاعتراف بإسرائيل حينها، وأن تكون هذه السلطة انتقالية من الحكم الذاتي في العام 1999 وتتحول إلى دولة مستقلة، ولم يحصل هذا".
وفيما يتعلق بما هو متوقع من المجتمع الدولي، قال اشتية: "ما هو متوقع ليس كثيرا، إذا لم يكن هناك تغيير جدي في كل الأدوات المطروحة، وآلية العمل، والمسار الجدي والحقيقي هو الذي طرحته فرنسا، وأيضا روسيا ستحاول مرة أخرى أن تأتي بصيغة مشروع قرار، ولذا على المجتمع الدولي أن يساهم في ردم الهوة".
وشدد القيادي الفتحاوي: "نحن يجب أن نرفع الوتيرة النضالية من أجل أن يصل المجتمع الدولي إلى قناعة إنهاء الاحتلال وليس إدارة الأزمة"، ولفت إلى "وجود إجماع فلسطيني، بما فيها حركة حماس بورقتها الأخيرة، وكذلك إجماع عربي وأوروبي، على حل الدولتين، بينما المتغير الجديد في الإدارة الأميركية الحالية هو أنها لا تؤمن حتى هذه اللحظة بموضوع حل الدولتين، ونحن متمسكون بهذا، وأؤمن أن إسرائيل تدمر إمكانية قيام دولة فلسطينية، بشكل ممنهج، كما يحدث في القدس ومناطق (ج) والأغوار وقطاع غزة وهو المشروع الإسرائيلي المعروف باسم 20-20".
وأكد أن "الحكومة الإسرائيلية لا تؤمن بالسلام، وإنما تسعى إلى تدمير الوجود الفلسطيني وعدم قيام أي دولة فلسطينية".
وفيما يتعلق بالمفاوضات، قال اشتية إن "أي عملية تفاوضية تحتاج لإنجاحها إلى مرجعية واضحة وهي غير موجودة، وكذلك إجراء بناء ثقة وهي لا توجد، وكذلك الإطار الزمني حيث نفاوض منذ 26 سنة".