أعلن معسكر اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، عن نيته التصدي لموجات المهاجرين غير الشرعيين من الحدود الجنوبية الليبية، مقابل رفع المجتمع الدولي قرار حظر السلاح عن ليبيا.
وقال المتحدث باسم قوات حفتر، العقيد أحمد المسماري، الذي يزور موسكو حالياً في تصريحات صحافية، "إنّ الجيش على استعداد لتأمين الحدود الجنوبية مقابل رفع حظر توريد الأسلحة"، مؤكداً رفضه مساعي حكومات غربية إنشاء مخيمات للاجئين بجنوب البلاد، بالتعاون مع حكومة الوفاق.
تصريحات المسماري، التي نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، حملت عدة رسائل مبطنة موجهة لخصوم حفتر، سواء حكومة الوفاق بطرابلس أو الحكومة الإيطالية المتضرر الأكبر من موجات المهاجرين.
وألمح المسماري، خلال حديثه، إلى إمكانية تنامي خطر الإرهاب ليهدد دول الجوار ودولاً أوروبية بالقول "التنظيمات الإرهابية التي يحاربها الجيش (قوات حفتر) باتت تسيطر على التدفقات المالية الناجمة عن تهريب المهاجرين غير الشرعيين، مما قد يهدد بعودتها أقوى من ذي قبل، وبالتالي تصاعد تهديدها إقليمياً ودولياً".
وفي رسالته التحذيرية الموجهة للمجلس الرئاسي بطرابلس، قال إن عدد المهاجرين المتجهين صوب طرابلس، التي يقطنها 2 مليون نسمة، سيرتفع إلى 10 ملايين نسمة في حال تطبيق المقترح الأوروبي بشأن إنشاء مخيمات للمهاجرين في البلاد.
وألمح خلال كلمته إلى إمكانية التفاهم والتنسيق مع الجانب الإيطالي بالقول "يمكن أن نجد حلاً للمشكلة عبر التفاوض مع إيطاليا والعودة إلى اتفاق الصداقة الموقع عام 2007"، دون أن يشير إلى شكل التفاهم والحلول المتعلقة بالاتفاق.
تصريحات المسماري، كشفت بشكل واضح عن صحة تقارير سابقة تفيد بتحكم مليشيات حفتر بالجنوب الليبي في شبكات التهريب، لا سيما حلفاءه من قبيلة التبو الممتدة إلى تشاد والنيجر، والتي تكون أغلب أفراد القوات بالجنوب، كما أن قوات هذه القبيلة هي التي تسيطر على الحدود الجنوبية الليبية التي تخترقها منافذ المهربين.
ويبدو أن حفتر، الذي سيطر على أغلب أجزاء الجنوب بمساعدة فرنسية، يسعى لاستخدام "المهاجرين" كورقة للضغط، سواء على خصومه في طرابلس وحكومة الوفاق، أو على خصومه الدوليين، وتحديداً إيطاليا، المتضرر الأكبر من موجات الهجرة غير الشرعية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تسعى إيطاليا بالتنسيق مع المجلس الرئاسي بطرابلس للعمل على وقف موجات الهجرة غير الشرعية، حيث كشفت صحف غربية، الأسبوع قبل الماضي، عن اتفاق بين الجانب الإيطالي وأمراء مليشيات التهريب بمدينة صبراتة الساحلية لوقف التهريب عبر سواحل ليبيا الغربية، مقابل دعم ومساعدات تلقتها هذه المليشيات من إيطاليا وحكومة الوفاق بطرابلس.
وسبق أن أشار حفتر، في تصريحات صحافية، أنه على استعداد لنشر قواته لتأمين الجنوب عبر تمركزات أطلق عليها مسمى "النقاط الحساسة" إذا ما وفر له المجتمع الدولي التسليح والتمويل.