وأضاف المقداد، في حديثٍ لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن "الحكومة السورية دعت قوات حليفة وصديقة لمساعدتها في الحرب على الإرهاب، ومن بين هذه القوات قوات روسية وإيرانية، وخبراء إيرانيون، وإخوة في "حزب الله""، موضحاً أن "كل هذه الأطراف هي معنية بالحرب على الإرهاب ولا تنتهك سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية، وتعمل بتنسيق تام مع الدولة السورية في الحرب على الإرهاب"، حسب زعمه.
وأوضح أن "انسحاب إيران و"حزب الله" من سورية غير مطروح للنقاش، لأنه يأتي في سياق سيادة الجمهورية العربية السورية على من يكون على أرضها ومن لا يكون.. لذلك هذا الموضوع غير مطروح، ولا يمكن أن نسمح لأحد بطرحه".
وكان مسؤولون روس قد تحدّثوا عن ضرورة "خروج شامل لجميع القوات الأجنبية من سورية مع بدء العملية السياسية".
وعلّق المقداد على هذه التصريحات قائلاً: "لا أعتقد أن الأصدقاء الروس يقصدون القوى أو الجيوش التي دخلت سورية بشكل مشروع، وبموافقة حكومة الجمهورية العربية السورية"، لافتاً إلى أن "هذا الأمر اختصاص حصري لسورية".
واعتبر أن القوات التي دخلت إلى سورية بدون علم حكومة النظام "تمثل قوات احتلال، وهي قوات تقوم بشكل مباشر بدعم الإرهاب في سورية"، وذلك في إشارةٍ إلى التواجد التركي والأميركي في شمالي سورية.
وأكمل نائب وزير خارجية النظام: "أميركا طبعا لم تقرر الانسحاب من سورية، هي تطلق بالونات اختبار بين الحين والآخر، ونعتقد أن الهدف الأساسي هو ابتزاز مالي للدول العربية وإجبارها على دفع المزيد من الأموال لخزينة الولايات المتحدة الأميركية التي على ما يبدو أنها مفلسة، وتحميل الدول العربية وزر الانخراط المباشر في حرب على ما أعتقد ستكون موجهة ضد الدولة السورية"، داعياً الدول العربية إلى ضرورة ألّا تتدخّل أكثر ممّا تدخّلت لما وصفه بـ"قتل السوريين وتدمير سورية"، حسب وصفه.
وفيما يخص إرسال قوات عسكرية عربية إلى سورية، أوضح المقداد أنه "لا يعتقد أن بعض الدول العربية التي أشيع أنها سترسل قوات قادرة على إرسال ولو عسكريا واحدا، لأنها متورطة في صراعات في اليمن وفي مناطق أخرى، لذلك عليها أن تنتبه لأوضاعها الداخلية قبل أن تتفجر في وجهها وفي وجه من يدعمها".
واعتبر أن "كل سنتيمتر سيعود إلى سيطرة النظام السوري"، لافتاً إلى أن "هذا القرار مدعوم من قبل الأصدقاء والشرعية الدولية والأمم المتحدة"، على حد زعمه.
وعلّق الباحث السوري في الشأن السياسي، مروان الشيخ أحمد، على كلام المقداد قائلاً: "إن مسؤول النظام تحدّث بعد أن تم حل الخلاف بين روسيا وإيران، والذي أثاره التصريح الروسي عن ضرورة خروج المقاتلين الإيرانيين من الأراضي السورية".
وأوضح أن موقف النظام السوري حالياً هو موقف قوة، كونه سيطر على كامل دمشق وريفها قبل أيامٍ وبدعمٍ من قوات إيرانية وروسية، مُعتبراً أن "الميليشيات الإيرانية التي دخلت إلى سورية لن تخرج بالدعوات، وإنما بالمعركة المباشرة".
وأشار الشيخ أحمد إلى أن النظام السوري يتقمّص أي دورٍ يجعل روسيا وإيران ترضى عنه، حتّى إن أطلق تصريحات مُهينة كتلك التي تحدّث عنها المقداد، التي اعترف خلالها بأن النظام هو من استدعى كل هذه المليشيات في العالم لتحافظ على كرسي بشار الأسد في الحكم.