حذرت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، اليوم الخميس، من خطورة التسريبات بشأن ما تسمى "صفقة القرن"، واصفة إياها بأنها تفضح "التواطؤ الأميركي مع إسرائيل".
وقال عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة" تيسير خالد، إن "التسريبات التي نشرت أخيراً حول ما يسمى صفقة القرن، تفضح جوهر التواطؤ بين الإدارة الأميركية وحكومة إسرائيل في كثير من تفاصيلها كالادعاء، فيما تقع الإدارة الأميركية في التناقض، وهي تشير إلى أن الدولة الفلسطينية سوف تقوم على ضعف مساحة سيطرة السلطة الفلسطينية حالياً، بعد استبعاد القدس الشرقية ومحيطها واستبعاد الكتل الاستيطانية والمستوطنات المعزولة".
وأضاف "كما تفضح التسريبات تواطؤ أميركا عند الحديث عن مدينة القدس، وتحويلها إلى عاصمتين، باحتفاظ إسرائيل بالقدس الغربية وأجزاء من القدس الشرقية، وعاصمة فلسطين في القدس الشرقية، مع سيادة على الأحياء العربية في محيط المدينة، بينما تبقى البلدة القديمة وما حولها من أحياء عربية أو ما تطلق عليه إسرائيل (الحوض المقدس) تحت السيادة الإسرائيلية وإدارة مشتركة مع الفلسطينيين والأردن وربما دول أخرى".
واعتبر خالد أن "ذلك من شأنه، كما تطمح الصفقة البائسة، تسهيل تمرير قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ويبرر لهذه الإدارة وغيرها من الدول السير في الطريق ذاته الذي سلكته، في التحايل على قرارات الشرعية الدولية، باعتبار القدس الشرقية مدينة محتلة وجزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأن جميع الإجراءات والتدابير الإسرائيلية بشأن القدس لاغية وباطلة".
ولفت إلى أن "الإدارة الأميركية وفريقها الثلاثي المكلف بتسويق صفقة القرن، تدرك أن الجانب الفلسطيني لا يمكن أن يكون طرفاً في تسوية تشترط استسلامه لسياسة حكام إسرائيل وأطماعهم العدوانية التوسعية في القدس وغيرها من محافظات الضفة الغربية، ولمخططات تصفية مجمل حقوق الشعب الفلسطيني"، داعياً الدول العربية لـ"الإعلان عن موقف واضح وصريح يؤكد رفض صفقة القرن وتوفير الحماية للموقف الفلسطيني من الصفقة".
وأكد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة" أن "اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لا يمكن أن تكون طرفاً في تسوية سياسية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، لا توفر ضمانات كافية لإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967، بما فيها القدس الشرقية باعتبارها العاصمة الأبدية لشعب ودولة فلسطين، ولا توفر كذلك ضمانات كافية لحل يقوم على احترام قرارات الشرعية الدولية ويصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة".
من جهتها، حذرت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، في بيان لها، من خطورة التسريبات حول مضمون صفقة الرئيس الأميركي دونالد، كما وردت في محطة "ريشت 13" الفضائية الإسرائيلية، معتبرة أن ما ورد في تقرير الفضائية الإسرائيلية "يحمل في طياته مؤشرات خطيرة حول الخط العام لصفقة ترامب، لأنها تتطابق مع الخطوات العملية التي خطاها ترامب في الكشف عن صفقته، باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها وشطب قضية اللاجئين، وتشريع الاستيطان، وتشريع ضم المستوطنات لإسرائيل".
ورأت "الجبهة" في موقف جيسون غرينبلات، المبعوث الأميركي للمنطقة، حول ما سماه "دقة التسريبات"، محاولة مكشوفة لذر الرماد في العيون، وخاصة أنه لم ينفِ نفياً نهائياً ما جاء في الفضائية الإسرائيلية، مبدياً انزعاجه من تسريباتها في وقت مخالف لخطة ترامب بالكشف عن صفقته بعد الانتخابات الإسرائيلية.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن "أي خطة سلام لا تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها كامل القدس الشرقية على حدود عام 1967، سيكون مصيرها الفشل".
وشدد أبو ردينة على أن "استمرار بث الإشاعات والتسريبات حول ما يسمى بملامح صفقة العصر التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية، إضافة إلى الاستمرار في محاولة إيجاد أطراف إقليمية ودولية تتعاون مع بنود هذه الخطة، هي محاولات فاشلة ستصل إلى طريق مسدود، لأن العنوان لتحقيق السلام العادل والدائم هو القيادة الفلسطينية التي تؤكد أن أيّ طروحات تتعلق بالمسيرة السياسية، يجب أن تكون على أساس الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد أبو ردينة على أن "طريق تحقيق السلام في المنطقة واضح، يمر من خلال الشرعية الفلسطينية، وأيّ مشاريع تهدف للالتفاف على آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال لن يكتب لها النجاح وستنتهي، وسينتصر شعبنا مهما كان حجم هذه المؤامرات والتحديات على قضيتنا وثوابتنا الوطنية".