وقال فيرياز، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بحضور عدد من سفراء الدول من بينهم السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا: "إننا نعلن عن تشكيل مجموعة مهمة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والتي تشعر بالقلق وضرورة احترام أسس ميثاق الأمم المتحدة التي تحدد العلاقات بين الدول والمجتمع الدولي. وقررنا تشكيل هذه المجموعة التي ستعمل على اتخاذ خطوات لحماية أنفسنا والدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة وحقوق جميع الدول الأعضاء".
وحول مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تركز المجموعة عليها، أشار فيريازا إلى أنها "تتمثل بمبدأ احترام الحقوق المتساوية، وحق تقرير المصير للشعوب، واحترام سيادة الدول، وحل الخلافات الدولية بطرق سلمية، وعدم تهديد السلم والأمن الدوليين، والتزام كل الدول الامتناع عن تهديد باستخدام القوة ضد أي دولة، واحترام استقلال وسيادة الدول على أراضيها، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول".
وقال وزير الخارجية الفنزويلي إن المجموعة ترى أنه "تم انتهاك تلك المبادئ وتعرض أمن وسلم الفنزويليين للخطر كما حقوق الإنسان"، مضيفاً "في الأيام المقبلة سوف نبدأ باتخاذ عدد من الخطوات، وزيادة الوعي حول الموضوع، وبحث الخطوات اللازمة التي يمكن اتخاذها في هذا الشأن".
وكان زعيم المعارضة خوان غوايدو قد أعلن أن المساعدات الإنسانية الأميركية ستدخل البلاد في الـ23 من الشهر الحالي.
ورداً على أسئلة صحافيين حول الموضوع، ذكر فيريازا أن "الولايات المتحدة قامت بوضع عقوبات على اقتصادنا وتسببت بخسارتنا لأكثر من ثلاثين مليار دولار. والآن يتحدثون عن مساعدات إنسانية؟ ما هذا؟ وقالوا في أكثر من مناسبة إن ذلك من أجل إثبات ولاء الجيش الفنزويلي، لكن ولاء الجيش واضح. وانتهت تلك اللحظة التي حاولت الولايات المتحدة فيها الترويج لانقلاب. لم يحققوا أي نجاح في ذلك".
وشدد على أنه "في فنزويلا توجد حكومة واحدة، وهي حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، ولا يمكن لأي طرف آخر تحديد مهلة ما، وخاصة أن هذا الرجل (رئيس المعارضة خوان غوايدو) توج نفسه كرئيس فنزويلا وسط الشارع خلال مظاهرة دون أن يراعي ميثاق فنزويلا. وهو لا يسيطر على أي شيء، ولا حتى على سيارة شرطة".
ورفض الوزير الفنزويلي تحديد الخطوات التي تريدها المجموعة حديثة التشكيل داخل الأمم المتحدة ومؤسساتها.
ومن جهته، صرح السفير الروسي على هامش المؤتمر الصحافي كذلك، "نشعر بالقلق الشديد أن البعض يفكر بتدخل عسكري، وهذا يعني تطورا خطيرا.. ودول المجموعة اليوم جميعها ضد أي تدخل عسكري"، مضيفاً بشأن المساعدات الإنسانية التي تريد الولايات المتحدة إدخالها: "يتم استخدام المساعدات الإنسانية في الكثير من الأحيان كحجة وأداة سياسية. إذا كانت الحكومة الفنزويلية ترغب بالحصول على مساعدات إنسانية فيمكنها أن تطلب ذلك من الأمم المتحدة، وهناك مبادئ لتقديم المساعدات الإنسانية، ولكن يجب أن تحترم سيادة الدول المعنية".
إلى ذلك، كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس قد اجتمع في وقت سابق من الأسبوع، بوزير الخارجية الفنزويلي بطلب من كركاس.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت، في أكثر من مناسبة، إلى إجراء مفاوضات بين الرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو، وزعيم المعارضة خوان غوايدو، والذي كان قد أعلن نفسه كرئيس انتقالي للبلاد قبل أقل من شهر.
وسارعت الولايات المتحدة على الفور وأعلنت اعترافها بغوايدو، ولحقتها قرابة 50 دولة أخرى.
وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية صعبة وتضخماً للعملة ونقصاً حاداً في المواد الأساسية كالطعام والأدوية.
وبحسب أرقام رسمية للأمم المتحدة، فقد فر قرابة 2,3 مليون شخص من البلاد في السنوات الأربع الأخيرة.
وأكد فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، لـ"العربي الجديد" في وقت سابق حول حجم المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، أن الأمم المتحدة "حصلت على قرابة 49 مليون دولار لدعم خطتها لتقديم المساعدات الإنسانية من أصل قرابة 110 ملايين دولار تحتاجها لعملياتها في البلاد. ومنذ الرابع من الشهر الحالي وصل عدد العاملين التابعين للأمم المتحدة داخل فنزويلا إلى قرابة 300 شخص، وحتى نهاية عام 2018 كان هناك 261 عاملاً".
وأوضح حق أن الأمم المتحدة قدمت مساعدات لقرابة 73 ألف شخص من الأطفال والأمهات، وتعمل على تقديم مساعدات طبية إضافية لقرابة مائة ألف شخص يعانون من نقص بالتغذية.