قال الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الأربعاء، إن بقاء العراق موحدا مرتبط أساسا بالتزام جميع الأطراف بالدستور والتأكيد على الثوابت الوطنية، معتبرا أن تنظيم "داعش" لم يأت من فراغ، بل من شقوق في الوضع الإقليمي والدولي، وأن الفساد تحوّل إلى دولة عميقة ومحرك للعنف في بلاده.
كلمة الرئيس العراقي جاءت على هامش افتتاح ملتقى السليمانية الدولي السادس الذي تنظمه الجامعة الأميركية في إقليم كردستان العراق، وهو الأول من نوعه منذ أزمة تنظيم أربيل استفتاء شعبيا للانفصال عن العراق عام 2017 والتي أعقبتها عقوبات على الإقليم فرضتها بغداد وأنقرة وطهران.
ويحضر الملتقى نحو 400 شخصية سياسية وأمنية واقتصادية من خارج العراق وداخله، وحمل عنوان "العراق ودول الجوار... نحو نظام إقليمي جديد"، وحذّر الرئيس العراقي من تنامي الفساد في بلاده، مؤكدا في كلمته أنه "لا يمكن معالجة الفساد بالشعارات، بل يعالج بالوسائل العملية الفعلية"، وقال إنّ "الفساد تحوّل إلى ما يشبه الدولة العميقة، وهو المحرك السياسي للعنف، ومعرقل لبناء الدولة".
وأضاف أنّ "الانتصار على الإرهاب لا يتم عبر الوسائل العسكرية فقط، بل يتطلب جهوداً دولية إقليمية، فتنظيم داعش لم يأت من فراغ، بل أتى من خلال الكثير من الشقوق في الوضع الدولي والإقليمي، وهناك من لعب بهذه الآفة وساعد على ظهورها"، مؤكدا أنّ "العراق انتصر في نهاية المطاف، وتمكن من تصدّر المشهد، بعد أن قضى على داعش عبر تضحيات القوات العراقية المشتركة أجمعها، فضلاً عن المساعدة الدولية التي أتت من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية".
ودعا إلى "اليقظة واستمرار الجهد الاستخباري وإعادة ترتيب الأوضاع، لوقف العنف والدماء، التي استمرت في العراق منذ 4 عقود مريرة عاشها العراقيون".
وبخصوص الملفات الاقتصادية، أكد أنّ "العراق يملك 38 مليون نسمة، ويشكل الشباب منه نحو 70%، أي هم دون الـ30 عاماً، وهناك بطالة خطيرة تتطلب تحدياً كبيراً في توفير فرص العمل، خصوصاً أنّ العراق يملك الموارد الكبيرة والموقع الجغرافي، فضلاً عن أنّ البلاد مقبلة على تحولات اقتصادية كبيرة، وأنّ خلق فرص العمل لا يتحقق بين ليلة وضحاها".
من جانبه، قال نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، قوباد الطالباني، في كلمة الافتتاح، إنّ الملتقى "هو أول ملتقى يجمع المختصين والقيادات السياسية العراقية والدولية تحت مظلة واحدة، لمناقشة أهم القضايا والأوضاع الراهنة في العراق وإقليم كردستان والمنطقة".
ويشارك مسؤولون سابقون وحاليون من دول عربية وأجنبية عدة في الملتقى الذي ألغي عقده، العام الماضي، بسبب العقوبات التي فرضتها بغداد على الإقليم، منها الحظر الجوي على المطارات، وتستمر فعاليات المؤتمر لمدة يومين، بحضور عدد من الشخصيات العربية والأجنبية.
وسيناقش الملتقى ملفات عدّة تخص العراق وإقليم كردستان العراق، مع المختصين، والتحديات التي تعترض تسوية الملفات العالقة بين بغداد وأربيل.
من جهته، قال الخبير السياسي واثق الهاشمي، وهو أحد المشاركين في الملتقي، إنّ "مشاركتنا في الملتقى تأتي من أجل بحث مواضيع مهمة تخص إقليم كردستان، فضلا عن السياسة الخارجية ومستقبل الطاقة والأمن في العراق، ومن أجل عقد لقاءات مهمة مع المسؤولين العراقيين، لبحث سبل التعاون بين مراكز الدراسات والمنظمات".
وأكد أنّ "للملتقى أهمية كبيرة من قبل الشخصيات والأحزاب العراقية، والشخصيات والمنظمات الدولية، حيث يشارك فيه قيادات سياسية واقتصادية من العراق وخارجه".