أكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، اليوم الأربعاء، استهداف قوات النظام السوري وروسيا 24 منشأة طبية خلال الحملة العسكرية الحالية في الشمال السوري، منذ مطلع الشهر الجاري. ودعت إلى تشكيل تحالف دولي خارج مجلس الأمن، لحماية المستشفيات والمراكز الطبية.
ووثق تقرير للشبكة نشرته، اليوم الأربعاء، ما لا يقل عن 39 حادثة اعتداء على منشآت طبية من قبل "قوات الحلف السوري الروسي في منطقة خفض التصعيد الرابعة منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018 حتى 24 مايو/أيار الجاري، وقع 29 منها في ظلِّ الحملة العسكرية الحالية".
وأشار إلى أنّ "النظام السوري كان مسؤولاً عن 15 حادثة منها، بينما تقف القوات الروسية وراء 14 حادثة. كما تسبَّب التصعيد العسكري الراهن في مقتل ما لا يقل عن 4 من الكوادر الطبية، جميعهم قتلوا على يد قوات النظام السوري".
وبحسب التقرير، إنّ هذه الحوادث تسبَّبت في تضرر ما لا يقل عن 24 منشأة طبية، 6 منها مدرجة ضمن آلية التحييد التي ابتكرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عام 2014، وتقوم الآلية بإعلام قوات التحالف الدولي وروسيا وتركيا والمجموعة الدولية لدعم سورية بالمواقع الإنسانية الثابتة والمهام الإنسانية المتحركة للتخفيف من مخاطر استهدافهم. لكن لم يكن لهذه الآلية بحسب التقرير، دور يذكر في حماية المراكز الطبية، بل ربما ساهمت في توفير معلومات إلى القوات الروسية استخدمتها في قصف المراكز الطبية لاحقاً.
وجاء في التقرير أن منطقة إدلب لخفض التصعيد، المؤلفة من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية، شهدت عمليات عسكرية متكررة منذ دخول اتفاق سوتشي حيز التنفيذ ما تسبب في مقتل أكثر من 700 مدني، نحو نصفهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تشريد نحو مليون مدني.
وذكر التقرير أن هذا التصعيد شمل ارتفاعاً في وتيرة الاعتداء على المراكز الحيوية المدنية وبشكل خاص المراكز الطبية، ما اضطر معظمها إلى تعليق عمله، وبشكل خاص بعد أن أوقف عدد كبير من الدول والمانحين تمويل المنظمات في الجزء الخاضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام" المصنفة جهةً إرهابيةً.