استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، رونالد لاودر، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، بحضور اللواء عباس كامل مدير المخابرات العامة.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، إن اللقاء تناول العلاقات المصرية الأميركية، وكذلك آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن بحث عدد من القضايا الإقليمية وجهود مصر التي تبذلها في هذا الإطار للتوصل إلى حلول سلمية لأزمات المنطقة.
وبحسب راضي، فإن السيسي أكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، مشيراً إلى ما تمثله تلك العلاقات من أهمية بالغة في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أزمات تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار المنطقة والعالم، وأن جهود مصر للتعامل مع مختلف أزمات المنطقة تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمات، ودعم المؤسسات الوطنية للدول، باعتبار ذلك السبيل الفعال للتصدي للعناصر والتنظيمات الإرهابية الهدامة التي تسعى إلى إهدار مفهوم الدولة الوطنية ونشر الفوضى على حساب الأمن والاستقرار، واستنفاذاً لموارد الدول ومقدرات شعوبها، وهو ما يفرض المزيد من التعاون والتشاور المنتظم بين مصر والولايات المتحدة لدرء ذلك الخطر المتنامي في المنطقة، مؤكداً في هذا الإطار ثوابت السياسة المصرية بالتفاعل الإيجابي مع جميع الدول سواء بالجوار الإقليمي أو على مستوى العالم، وفق إطار راسخ وثابت قوامه الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتحقيق المصلحة المشتركة للبناء والتعمير والتنمية من أجل الشعوب والأجيال القادمة.
وتطرق اللقاء، بحسب راضي، إلى آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، إذ أكد السيسي أن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على نحو يضمن حقوق وآمال الشعب الفلسطيني وفق ثوابت المرجعيات الدولية، من شأنه أن يفرض ثقافة وواقعاً جديداً على دول المنطقة وشعوبها، ويفتح آفاقاً جديدة من التعايش السلمي والسلام الذى يؤدي إلى البناء والتنمية والاستقرار، ويقوض الفكر المتطرف الذي يفرز العنف والإرهاب، مشيراً في هذا الإطار إلى أن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ليست مهمة فقط للشرق الأوسط واستقراره، وإنما تمتد أهميتها للعالم أجمع، فضلاً عن مركزية قضية القدس للعالمين العربي والإسلامي، وفي ذات السياق تأتي الجهود المصرية بالتوازي لتحقيق عملية المصالحة الفلسطينية في إطار استراتيجية مصرية لدعم السلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة، فضلاً عن جهود مصر لتثبيت الهدوء في غزة، والتي تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار الشعب الفلسطيني وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع.
في سياق مختلف، استقبل السيسي الفريق أول كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية، بحضور وزير الدفاع المصري محمد زكي، بالإضافة إلى القائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيسي أكد أهمية التعاون العسكري القائم بين البلدين، والذي يعد جوهرياً لمواجهة التحديات الراهنة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها، ومستعرضاً في هذا الصدد جهود مصر الحالية لمكافحة الإرهاب على كافة المحاور والاتجاهات الاستراتيجية.
وأضاف السفير بسام راضي أن اللقاء تناول مناقشة نتائج الاجتماع الأخير للجنة التعاون العسكري بين البلدين بواشنطن في شهر مارس/ آذار الماضي، والتي تعد المنتدى الأبرز للعلاقات العسكرية الثنائية، حيث شهدت التشاور بشأن مجموعة متنوعة من الشؤون الاستراتيجية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأمن الحدودي والبحري والتعاون الأمني، وعلى النحو الذي يعكس الالتزام المتبادل بالتعاون الثنائي والتشاور على أساس الأولويات المشتركة.