طالب رؤساء حكومات ولايات كل من سكسونيا وبراندنبورغ وتورينغن وسكسونيا أنهالت بعودة روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية الكبرى، لأن العقوبات تتسبب في الضرر للاقتصاد شرق ألمانيا، فيما أيّدهم عدد من السياسيين بميرر أن "هذا الإقصاء لم يعد يمكن تفهّمه".
ويبدو أن رؤساء الحكومات الأربعة، التي تخوض ثلاث منها انتخابات برلمانية إقليمية الخريف المقبل، عمدوا إلى القيام بحملة لحث زعماء المجموعة المجتمعين حاليا في فرنسا، من أجل إطلاق مرحلة جديدة وبداية حوار مع موسكو، بعد أن أقصيت عن المشاركة في الاجتماعات منذ احتلالها شبه جزيرة القرم في مارس/ آذار 2014.
رئيس وزراء ولاية ساكسونيا مايكل كريتشر، المنتمي لحزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، قال اليوم الأحد لصحيفة "دي فيلت"، إن "الكلام ليس لتقديم النصيحة للمشاركين في قمة السبع، المجتمعة في بيارتيز الساحلية الفرنسية"، ومشددا على أنه "كلما كان هناك تنسيق وحوار أكبر مع روسيا، فسيكون ذلك أفضل".
وأضاف كريتشر: "لم يساعد التشنج في أوقات الأزمات، الولايات الشرقية أكثر حساسية في العلاقات مع روسيا من الولايات الواقعة غرب البلاد، وإذا ما تم الإبقاء على استبعاد موسكو من المحادثات والاستمرار في العقوبات، فهذا لن يحظى بالثناء من الولايات الشرقية"، لافتا إلى أنه دعا الرئيس الروسي بوتين لزيارة ولاية سكسونيا عندما زار سانت بطرسبورغ أخيرا.
من جانبه، دعا رئيس وزراء حكومة ولاية تورينغن بودو راميلو، المنتمي لحزب اليسار، إلى فتح حوار مع روسيا، موضحا أن استبعاد روسيا من مجموعة الثماني بعد ضمها لشبه جزيرة القرم "كان صحيحا في ذلك الوقت، لكن، وحسب وجهة نظر اليوم، فإن الوضع لم يتحسن بعد وضع العقوبات على روسيا، وبدلا من ذلك عززت العزلة السياسية والضعف الاقتصادي الميول الاستبدادية في روسيا".
وأوضح أن "استئناف المفاوضات مع موسكو وإعادتها إلى قمة الثمانية لن يكون علامة عن إحجام الغرب، إنما قد ينم عن السيادة والبصيرة السياسية"، قبل أن ينتقد الآثار السلبية لشعار "أميركا أولا" للرئيس دونالد ترامب، معتبرا أن ذلك "لن يشكل فقط خطرا على التنمية الاقتصادية العالمية المزدهرة، لكن يضعف أيضا العلاقات الدولية".
من جانبه، قال رئيس وزراء ولاية براندنبورغ ديتمار فاودكه، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن "أوروبا والولايات المتحدة بحاجة إلى أكبر قدر من الحوار مع موسكو، وهذا الأمر أصبح ملحا الآن بعد انسحاب واشنطن من معاهدة حظر الصواريخ النووية مع روسيا".
وأضاف أنه "يجب أن يكون هناك أساس للثقة مرة أخرى، ومن الجيد أن تخلق روسيا الظروف اللازمة للعودة لمجموعة الثماني، مع الاستناد إلى عامل أساسي يرتكز على تنفيذ اتفاقية مينسك".
أما رئيس وزراء سكسونيا أنهالت، المسيحي الديمقراطي راينر هاسيلوف، فعبر عن رغبته بعودة روسيا إلى الساحة الدبلوماسية ضمن دائرة القوى الغربية، موضحا أنه "ليس من المنطقي أن تبقى موسكو مستبعدة بشكل دائم عن الاجتماعات الهامة، وأن تتم معاقبتها"، مؤكدا أن "العقوبات غير مؤاتية بشكل خاص لاقتصاد الولايات الشرقية، وبخاصة للشركات المتوسطة الحجم، ولا يمكن حل النزاعات من دون روسيا".
وشدد على أن "العقوبات لن تؤدي إلى تحسن ملحوظ للوضع في أوكرانيا"، وهو ما أكد عليه نائب رئيس البوندستاغ عن الحزب الليبرالي الديمقراطي، معتبرا أن "عودة موسكو إلى مجموعة الدول السبع منطقي، لخلق حوار لنتمكن من تحديد وتفهم المشاكل والخلافات بوضوح".
وكان وزير الخاجرية الالماني هايكو ماس قد أكد، خلال زيارته لموسكو قبل أيام وإجرائه محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أنه "لا مبرر لتخفيف العقوبات الاقتصادية الأوروبية المفروضة على موسكو"، مطالبا روسيا بأن تتحرك لحل الأزمة الاوكرانية أولا، قبل أن يضيف أن "هناك انطباعا بإمكانية الأمل بالعودة لإجراء محادثات قريبة بين أوكرانيا وروسيا، بوساطة ألمانية فرنسية، للتقدم في حل للنزاع" الدائر بين البلدين على خلفية احتلال موسكو لشبه جزيرة القرم، وحيث يقاتل منذ العام 2014 انفصاليون يوالون روسيا ضد القوات الأوكرانية.