نشرت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية الليبرالية المعارضة، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، تحقيقا تناولت فيه ملابسات مقتل أربعة قناصة روس بمركز المهام الخاصة التابع لجهاز الأمن الفدرالي الروسي يوم 1 فبراير/ شباط الجاري في سورية.
ورجحت الصحيفة أن يكون زرع المسلحين قنبلة على طريق سير سياراتهم نتيجة للخيانة من قبل "حزب الحرب" في نظام الرئيس بشار الأسد.
وبعد انتشار أنباء مقتل الضباط الروس، وهم بولات أحمتيانوف (33 عاما) ورسلان غيمادييف (42 عاما) ودميتري مينوف (35 عاما) وفسيفولود تروفيموف (36 عاما)، في محيط حلب بوسائل إعلام عربية وشبكات التواصل الاجتماعي، شككت "نوفايا غازيتا" في هذه الرواية لسببين رئيسيين، أولهما عدم واقعية توظيف قناصة من هذا المستوى لتعزيز وحدات قوات النظام التي تقود معارك محلية، وثانيهما عدم احتواء بيان المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سورية بتاريخ 2 فبراير/ شباط، على أي أنباء عن هجوم المسلحين على مواقع لقوات النظام في حلب.
وعلمت الصحيفة من مصادرها أن الضباط الأربعة قتلوا في محافظة اللاذقية التي تعد أرضا هادئة نسبيا وتخضع للسيطرة الكاملة لقوات النظام، مشيرة إلى أن المسلحين الذين زرعوا لغما تحت السيارة المدرعة للضباط الروس كانوا يعلمون مسارهم على وجه الدقة.
وأشارت مصادر "نوفايا غازيتا" إلى أن الضباط الأربعة كانوا موجودين في سورية في مهمة سرية لم يعلم بها سوى عدد محدود من الأشخاص، بمن فيهم بضعة سوريين، مرجحة أنهم سقطوا ضحايا لخيانة هدفت إلى تصعيد الحرب، وهو ما تحقق على أرض الواقع بعد شن قوات النظام قصفا مدفعيا على وحدات القوات التركية في إدلب.
وبحسب رواية المصادر، فإن دمشق طلبت من روسيا عونا في تأمين لقاء بين مسؤولين أتراك وسوريين رفيعين في محيط مدينة كسب، وتم إيفاد الضباط الأربعة إلى سورية لأداء هذه المهمة، ولكنهم سقطوا في كمين أثناء طريق العودة من الموقع.
وأوضحت "نوفايا غازيتا" أن إيفاد هؤلاء الضباط لم يكن صدفة، بل كانت هذه ثاني مهمة لهم إلى سورية هذا العام، إذ سبق لهم أن شاركوا في تأمين زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى دمشق مطلع العام الحالي.
وخلصت الصحيفة إلى أنه في حال صدقت هذه الرواية، فإن ذلك سيعزز فرضية "صدور الأمر بإطلاق النار وتصفية ضباط مركز المهام الخاص بجهاز الأمن الفدرالي من "حزب الحرب" في محيط بشار الأسد"، على حد زعمها.