انطلق في السودان، اليوم الخميس، مؤتمر أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية "السيسا"، للتوافق حول استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في أفريقيا وتحقيق الاستقرار السياسي في بلدانها، بمشاركة أجهزة مخابرات وأمن نحو أربعين دولة أفريقية، ومشاركة كل من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات كمراقبين في المؤتمر.
وأكد الرئيس السوداني، عمر البشير، لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن بلاده تتطلع للعمل مع قادة الدول الأفريقية لتحقيق الاستقرار والأمن في القارة، وشدد على ضرورة محاصرة الإرهاب عبر تضافر الجهود وإقرار استراتيجية خاصة، وأشار لدعم السودان منذ استقلاله لقضايا التحرر في أفريقيا ومؤازرتها لنيل استقلالها، ووجه باستضافة الخرطوم سنويا لمؤتمر "السيسا" لتعزيز وتطوير الأجهزة الأمنية في البلدان الأفريقية.
وفي ما يتصل بالأوضاع الداخلية في السودان، أكد البشير استقرار الأوضاع الأمنية في دارفور، فضلا عن صمود قرار وقف إطلاق النار الذي اتخذته الحكومة والحركات المسلحة بشكل أحادي في منطقة النيل الأزرق وجنوب كردفان. ورأى أن الخطوة تمهد لإجراء حوار جاد بين الحكومة والحركات المسلحة للوصول للسلام وإنهاء الحرب، وشدد على ضرورة تضافر الجهود لمعالجة الآثار السلبية للعقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، والتي أكد أنها مست السودانيين في معاشهم اليومي، دون أن تنجح في تنفيذ أهدافها بإضعاف الدولة ومؤسساتها.
وجدد البشير التزامه بتقديم العون للاجئين الجنوبيين الفارين من ويلات الحرب في دولة جنوب السودان، ونبه إلى أن بلاده ظلت وستظل تقدم العون للجنوبيين رغم غياب دعم المجتمع الدولي، انطلاقا مما يفرضه الدين وعلاقة الأخوة والعيش المشترك بين البلدين، وأشار إلى مشاركة السودان في الجهود المبذولة إقليميا ودوليا لتحقيق السلام في جوبا، وشدد على "قناعتنا أن الأمن القومي السوداني لا يكتمل إلا باستقرار دول الجوار لا سيما دولة الجنوب".