انطلق العام الدراسي الجديد في غالبية الدول العربية، وعاد ملايين التلاميذ العرب إلى مدارسهم، وأغلبها مدارس قديمة متهالكة، ومخرجاتها العلمية لا تليق بالتطور التقني القائم. يظل هؤلاء أكثر حظاً من آلاف التلاميذ العرب الذين اكتشفوا مع بدء العام الدراسي أن مدارسهم دمرتها آلة الحرب، سواء كلياً، أو تهدمت أسقفها وحوائطها في أحسن الأحوال.
تؤكد الإحصاءات الرسمية في العديد من الدول العربية أن أعداد المدارس غير كافية مقارنة بأعداد التلاميذ، وأن اكتظاظ الصفوف أحد أبرز أسباب تردي المستوى التعليمي، فضلاً عن أسباب أخرى سياسية واقتصادية وثقافية ومعيشية.
يظل ذلك الواقع السيئ أفضل من عدم توفر مدارس لآلاف من التلاميذ في بلدان من بينها اليمن وسورية، والتي يدرس كثير من تلاميذها في العراء بعد أن دمر الصراع المتواصل مدارسهم، فيتحملون صقيع الشتاء وقيظ الصيف، في حين يعاني آلاف آخرون من أقرانهم في بلدانهم، وفي بلدان أخرى من بينها ليبيا، من آثار الدمار الكبير الذي طاول مدارسهم خلال الصراع المستعر، وعدم توفر الميزانيات أو الخطط لإعادة تأهيلها.
وبينما أزمات التعليم في فلسطين متعددة، بداية من التهويد، وصولاً إلى غياب التمويل، فإن عشرات التلاميذ الفلسطينيين باتوا سعداء بعد أن توفر لهم ما يشبه المدرسة، حتى وإن كانت من "الزينكو"، أو لا تضم أيا من المستلزمات التعليمية، إذ تظل أفضل من التعلم في العراء.
(العربي الجديد)