سكتت ضحكات أفراح واحتفالات عيد الأضحى في غزة هذا العام، وحلّ بدلاً منها صمت ترقّب المصير الآتي للحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يقول كثيرون في المحيط العربي ودول العالم إن أبناء غزة تمسّكوا، رغم كل ما يحصل، بأدنى مراسم الاحتفال بالعيد الكبير الذي يشكل بالنسبة إليهم، كما لجميع المسلمين، مناسبة مهمة جداً ينتظرونها عاماً بعد آخر. ربما ببعض كعك العيد الذي صنِع بالمواد الغذائية المتوفرة، وبعض الألعاب للأطفال التي لا بدّ منها في كل الأحوال، لمحاولة إخراجهم من الواقع الأليم. وربما بتبادل التهاني الاعتيادية بعد أدائهم صلاة العيد في محيط المساجد المدمرة، وبالسير إلى المقابر، والاجتماع على ما تيسّر... لكن كل ذلك لم يخفِ الآلام الكبيرة في نفوسهم من رؤية الهياكل الباقية لمنازلهم ومناطقهم في غزة، في حال بقيت موجودة، وعيشهم في خيم نزوح بدأت في استقبال حرارة الصيف التي يبدو أنها لن ترحم أحداً، وفقدانهم الكثير من أفراد عائلاتهم وأقرباء وأصدقاء، هم جميعهم شركاء في أعياد سابقة جميلة جداً بالنسبة إليهم.
أمنية انتهاء الحرب هي الوحيدة لفلسطينيي غزة في العيد وفي غيره من الأيام، وهي أمنية كل يوم مرّ عليهم وسيمر قبل طي صفحة العدوان الأكثر قساوة في تاريخهم وتاريخ المنطقة كلها. ورغم كل الأهوال التي عرفوها تبقى هذه الأمنية ممكنة بالنسبة لهم، تمهيداً لإطلاق أمنيات أخرى تعيدهم إلى مسار حياة طبيعية يتمنونها ويحلمون بها.
(العربي الجديد)