الحديث عن فصل الخريف قد يُرجع الكثير من الذكريات إلى الأذهان. ذكريات غالباً ما لا تكون رومانسية. على الأقل، يرجح أن هذا الفصل ليس محبباً بالنسبة للتلاميذ الذين يعودون إلى مدارسهم بعد عطلة الصيف والراحة والاستجمام على الشواطئ. كما أن المشهد المرتبط بتساقط أوراق الأشجار واصفرارها وتلبد الغيوم وغيرها من العبارات التي تصف هذا الطقس، جعلت كثيرين يسقطونه من بين الفصول المحببة إلى قلوبهم.
فهو ليس فصلاً تنمو فيه الأشياء بل تتساقط أو تغيب. وهذا الغياب غالباً ما ينعكس حزناً على الناس. وعلى الرغم من البرد القارس الذي قد يحمله معه فصل الشتاء، تحيط به حالة من الرومانسية بسبب الثلوج البيضاء والنصوص الأدبية الكثيرة التي عززت حب هذا الفصل، ريثما يأتي الربيع حاملاً معه الولادة الجديدة، ثم الصيف بخفته وشمسه.
يبدأ الخريف عادةً يوم 22 أو 23 من سبتمبر/ أيلول مع بعض الاستثناءات. مع ذلك، تبقى لهذا الفصل ميزاته، هو الذي تجمع فيه الفاكهة والخضار الموسمية، وتنخفض فيه درجات الحرارة بعد صيف قاسٍ كانت فيه درجات حرارة هي الأعلى على الإطلاق. كما تهاجر الطيور إلى خطوط العرض الأكثر دفئاً لمتابعة مصادر طعامها وتفادي ظروف الطقس القاسية. ويبقى من يهوى هذا الفصل، بل ويفضله من بين جميع الفصول، هو الذي يحمل معه ألواناً شديدة الجمال.
(العربي الجديد)