إذا كان عدم القدرة على إسكات صرخات الأطفال والنساء أحد مشاهد الحرب المندلعة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 في السودان، فهو يتكرر أيضاً في مواجهة أبناء البلاد المساكين المآسي الإنسانية لحرب الطبيعة عليهم في ظل متغيّرات مناخية يشهدها كوكب الأرض.
في الأسابيع الأخيرة تتالت الأخبار السيئة حول أضرار خلفتها الأمطار والسيول والفيضانات في السودان، والتي حركت كوارث لاحقت النازحين من الحرب، وأطلقت مياهاً جارفة بارتفاع أمتار في بعض المناطق قتلت عشرات ودمّرت مئات المنازل وسدود، كما خلقت بؤراً لأمراض وللسعات عقارب وثعابين هربت بدورها من المياه، وباتت مصدر خطر.
كل أنواع النكبات البيئية تحصل في السودان، ويبدو أن لا مجال لاحتواء المخاطر، في ظل الوقوع في فخ الحرب التي قد يكون حلّها حتى أسهل من خلال طاولة حوار ربما، في حين يبدو أن لا تفاهم على المدى المنظور بين البشرية والطبيعة التي ترد على إساءات العقود السابقة بفيضانات وجفاف وعواصف ترابية، وانجرافات أرضية، وما لا حصر له من كوارث. ويبدو أن السودان أرض خصبة لحرب الطبيعة، في حين أن شعبه لا يقوى على تحمّل أي شيء خارج عن مألوف الحياة العادية فقط، والتي أصبحت صعبة جداً بين ناري الحرب وانتفاضة الطبيعة على الإنسان بحسب ما تفيد حقائق السير على طريق الخراب.
(العربي الجديد)