الذعر من متحوّر "أوميكرون" هو ما يشغل العالم اليوم، في وقت طرحت قبل أيام قليلة من ظهوره في جنوب أفريقيا تساؤلات كبيرة حول فاعلية اللقاحات المتوفرة لفيروس كورونا ومتحوّرات أخرى، بعدما شهدت دول أوروبية عدة موجات إصابات متصاعدة حتمت اتخاذها إجراءات إغلاق كامل أو جزئي.
على باب عطلات نهاية العام، اضطرت دول إلى حظر استقبال رحلات من الخارج، خصوصاً من جنوب أفريقيا، وأطلقت تحذيرات عدة للسكان من خطورة الاختلاط، ما أثرّ على حركة النقل الداخلي سواء في القطارات والحافلات، حيث بدا الركاب في حالة رعب من بعضهم البعض، أو حتى حركة المشي على الطرقات، وقصد مراكز التسوّق.
إنها صدمات "أوميكرون" الذي يجهل العلماء مخاطره الكاملة وتداعياته التي ستفضي بحسب خبراء إلى صدمات اقتصادية في أيام الأرباح والمكاسب المرتبطة باحتفالات نهاية العام، والتي قد توقع الشركات والمؤسسات مجدداً في نكسات تتعاقب عليها منذ نحو سنتين.
والحقيقة أن العالم لا يملك لمواجهة صدمة "أوميكرون" الجديدة إلا التمسك بمواصلة حملات التلقيح ودعوة المترددين إلى تغيير آرائهم، والإقبال على التطعيم بسرعة قصوى. وهو ما ظهر في حملات إعلانية كثيفة جديدة أطلقتها دول عدة، وافتتاحها مراكز جديدة للتلقيح بعضها في الهواء الطلق. لكن السؤال المطروح اليوم، هل ستوفر اللقاحات المتوفرة عناصر مقاومة متحوّر "أوميكرون"، في وقت لم تحسم فعاليتها ضد باقي المتحورات؟
(العربي الجديد)