بين مدينة رفح في قطاع غزة ومصر هناك سياج حدودي. في الجانب الفلسطيني محاصَرون دفعتهم موجات النزوح من الحرب الإسرائيلية إلى السياج، وخلفه حرس الحدود المصري الذي قد يتبادل بعض أفراده أطراف الحديث معهم، لكن أي حديث؟
يقف الفلسطينيون أمام السياج كأنهم باتوا معتقلين في سجن مفتوح يختلف عن السجن العادي بأن الطعام والمياه يندران فيه، ولا وجود لأي تجهيزات صحية. ومن الطبيعي إذا تسنى لبعضهم محاورة أفراد من حرس الحدود المصري أن يسألوهم عن المساعدات، باعتبار أن معبر رفح هو النقطة الوحيدة لنقل مستلزمات الحياة إلى سجن الكيلومترات القليلة الذي ينتظرون فيه الغد غير المعلوم. وحتى إذا تحوّل الحديث إلى عتاب بين "أشقاء" لا شيء يستطيع تغيير واقع أن حرس الحدود المصري هم المتفرجون الميدانيون على حال الفلسطينيين التي يرثى لها تحت السماء، وجزء من تنفيذ الظلم العالمي في حق أبرياء.
لا تترك مشاهد السجن المفتوح في رفح، سواء تلك التي تلامس السياج أو البعيدة عنه، الكثير من الأمل للعالقين هناك، إلا ربما لتفادي مصير الموت بالقصف والغارات الجوية الإسرائيلية حالياً. وأمل هؤلاء العالقين مجبول بعذابات كبيرة لا يمكن أن تعبر عنها الكلمات، وإذا حصل ذلك فخلف السياج عيون لا ترى وآذان لا تسمع.
(العربي الجديد)